عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد: من أهل مجريط، يكنى: أبا المطرف.
روى عن أبي المطرف عبد الرحمن بن مدراج، وعبدوس بن محمد، وأبي بكر الزبيدي، وأبي عمر بن الهندي، وأبي عبد الله بن العطار، وأبي عبد الله بن أبي زمنين وغيرهم. وكان ثقة فيما رواه، فاضلا، دينا، عفيفا، متواضعا.
قال ابنه يوسف بن عبد الرحمن: توفي أبي رحمه الله في صفر سنة سبع وأربع مئة، وهو ابن سبعٍ وسبعين سنة.
عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف بن عبد الرحمن المعافري قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا المطرف. وأصله من باغة.
استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية يوم عرفة سنة اثنتين وأربع مئة. وكان: من أفاضل الرجال أولي النباهة، وكان قد عمل بالقضاء على عدة كور بالأندلس، وكان محمود السيرة جميل الطريقة، وكان الأغلب عليه الأدب والرواية، وكان قليل الفقه فلم يزل يتولى القضاء على سداد واستقامة وهو يواصل الاستعفاء ويلح فيه إلى أن أعفاه السلطان فعزله عن القضاء يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ثلاثٍ وأربع مئة. وانصرف عن العمل محمود السيرة لم تتعلق به لائمةٌ، كان عدلا في أحكامه، سمحا في أخلاقه، جيد المعاشرة لإخوانه، بارا بالناس، محبوبا منهم، مسعفا لهم في حوائجهم، طالبا للسلامة من جميعهم، قنوعا قليل الرغبة، واسع الكف بالعطية والصدقة، شديد الاحتمال للأذى، قد بذ في ذلك على مراجيح الحلماء. وكانت مدة نظره في القضاء بقرطبة سبعة أشهر وثلاثة عشر يوما. ولما وصل كتابه بالعزل اشتد سروره، وأعلن شكر الله عليه، وأبرز في الوقت مديا من قمح فتصدق به، ودخل بيته فعاود طريقته من الزهد والانقباض إلى أن مضى لسبيله مستورا.