وكان فاضلا دينا من أفهم الناس وأعلمهم. وله تواليف حسان تدل على حذقه ونبله.
أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالنباهة والجلالة. ورحل إلى المشرق وحج، وتوفي بجدة بعد منصرفه من الحج رحمه الله في سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مائة.
أحمد بن حسين بن شقير: من أهل جيان، يكنى: أبا جعفر.
تفقه عند الفقيه أبي جعفر بن رزق، وولي الشورى ببلده. وكان له حظ من علم القرآن والأدب والشروط. وتوفي في سنة تسعين وأربع مائة، قرأت بخط أبي الوليد صاحبنا بعضه.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى الكناني، يعرف: بالببيرس. من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي، وأبي مروان بن سراج، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة المقرىء، وخلف بن رزق الإمام، وأبي الحسن العبسي وغيرهم. وكان قد برع أهل بلده في معرفة النحو، واللغة، والآداب، والأخبار، والأشعار مع نفاذ في القراءآت ومشاركةٍ في الحديث والفقه والأصول. وبذ أهل زمانه في الحفظ والإتقان والتقييد والضبط مع خير وانقباص، وحسن خلق، ولين جانب.
وتوفي رحمه الله سنة خمس وتسعين وأربع مائة. قال لي ذلك المقرىء عبد الجليل ابن عبد العزيز رحمه الله.
أحمد بن مروان بن قيصر الأموي: يعرف بابن اليمنالش، من أهل المرية، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن المهلب بن أبي صفرة وغيره، وفاق في الزهد والورع أهل وقته، وكان