للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٦٧ -

[كيف ظهرت وانا لك بالمرصاد]

ايها العالم بطرق الاساءه

اليك يساق الحديث فاسمع واياك اعني فتامل. لبست ثوب الانسانية ومشيت في طريق ملئت بمثلك من النوع الشريف فرايت الامير والعظيم والغني والفقير والعالم والجاهل وقد رزق كلُ بما وصل اليه اجتهاده من نعمة يتمتع بها ومال ينفقه في مصالحه وجاه يحفظ به نظام قومه وعلم يهدي به الضال من جنسه فحملك حب الذات والحقد على من لم يوجه اليك فكره على السعي خلف مقاصدك والاجتهاد على نجاح اغراضك واتقدت نار الحسد في باطنك ومشيت تتنهد من غير مكدر وتصعد زفرات تبعثها كراهة نعمة غيرك واخذت تفكر في نعمته من اين اكتسبها لتقطعها عنه بسمايتك وجاهه من اين وصل اليه لنسد عليه باب الوصول اليه وعلمه اين يبثه لتشتت رواته عنه ناشدتك ذاتك وهي عندك اليمين الغموس. مالذي يصيبك لو كنت ذا مال وكان لك مثيل اتراه يغنم بسعيه ما لو تركه لخرَ به عليك السقف من فوقك ام ترى ان المقادير اخطاءت اذ سوت بينكما وما ربك بظلام للعبيد ام تظن انك تبتر اجله وتقطع امله اذا اوغرت الصدور منه بمفترياتك واكاذيبك ولكل اجل كتاب. ام تتصور انه يموت جوعاً اذا بلغت اربك وتمكنت من نجاح اغراضك السئية والله هو الرزاق ذو القوة المتين الا يسرك ان ترى لك امثالاً تسعى باتحادك معهم في عمار بلادك ونمو ثروتها. الا ترى انك بهذه الصفات تجلب على نفسك الشر بافسادك وتمرض جسمك باحقادك وماذا عليك لو اوتي اخوك علماً ينفع به مواطنك ويرشد به نوعك ويساعدك على تقدم جنسك (ان كنت ممن يحب تقدم العلوم) اتحسب ان قدحك فيه يؤخره عن مساعيه الجليلة بعد ان ذاق لذة المعارف وعلم انه بانفراده يساءم الحياة وبكثرة العلماء تطيب عيشته وتكثر مجالس انسه. ام نتخيل ان شعوذتك تحمل الناس على انكار ما علموه منه واضاعة ما يؤثر عنه والوطن وعزته والجنس وشرفه والامة ومجدها انك في حياتك من الهالكين وفي سعيك من الضالين أي قوة ترجوها اذا قطعت عضدك أي اخاك واي ثروة تبلغها اذا عطلت واسطتك أي مواطنك واي تقدم توده اذا قفلت بابه أي فم مثيلك. هلا نظرت الى الفقير فاعنته بما يحفظ به حياته والجاهل فهديته سواء السبيل والمجد فساعدته على نجاح اعماله عليك بفصول التنكيت فخذ منها ما تنتفع به وشذور التبكيت فاعمل بما

تهديك اليه ودع الكسل والخمول والتفاخر والتقاعد وشد عضدك باخيك في احياء الصناعة ونشر العلوم وبث كلمة الاتحاد واليك نصيحة عربي سبقنا