بم نستبدل لغتك وما لها من مثيل والى من تتركها وانت لها كفيل وما الذي استحنته في غيرها واستقجت مقابله فيها واي شيء طلبته فيها ولم تجد له اسما. ترى انك في عصر تمدن يقضي عليك باستعمال ارق اللغات لسهولة التركيب وعذوبة اللفظ ورقة المعنى.
ناشدتك الله هل وجدت في اللغات الحديثة العهد ما اشتملت عليه لغتك القديمة. ام رايت حسنا في اللغات التي تنقح كل يوم بقلم المتمدنين لم تره في لغتك الفطرية الخلق المجموعة في زمن العجيه كما يزعم الجاهلون. اترى اذا عبرت عن شيء يلفظ في غير لغتك واردت تنصرف فيه بعبارة اخرى هل تجد له مرادفا واحدا كما تجد في لغتك للفظ جملة مترادفات ام انت الجاهل بقدر لغتك الغافل عن عظم قدرتك في تاريخ العلم قديما وحديثا. اظنك في احتياج لفهم سر اللغة ومعرفة ما بترتب على ضياعها ولا تثريب عليك ي امر لم يبحث فيه الا بعيد الغور في حساب العواقب شديد الحرص على بقاه وحده الهيئة الاجتماعية لبيك ايها الاخ الشقيق وان لم تحمل في بطن واحد. اللغة سر الحياة والحد الفارق بين الانسان والهيم. بها يرجم اللسان خواطر القلب ويحلو بناث الافكار وبها ويعشق المرء وان كان دميم المنظر. ان رقت استعطفت القلوب القاسية وان غلظت اخضعت النفوس العانية وان فحشت حركت الطباع. وان لطفت رفعت الاوضاع وان حسنت الفت القلوب وان سهلت اظهرت الغيوب. وهي التي بها جذبت قلب امك واستعطفت جانب ابيك وتملكت فكر اخيك واستملت صاحبك والفت جارك وتعارفت مع مواطك وقابلت بها نزيلك. فهي انت ان كنت لاتدري من انت. وهي وطنك ان لم تعرف ما الوطن. اما كونها انت فقد قدمت لك من عرفتهم بها وانت اذا فقدتهم صرت وحيدا غريبا في الوجود لا ترى من يقول لك من انت. واما كونها وطنك فانه انما يعمر ويسمى وطنا برجال يتعاونون على احيائه واضهاره في الوجود محلا للسكنى ودارا للاقامة وقد علمت انك بمفردك لا تهتدي لشئ ولا نقوى على أي امر كان ومن فقد المواطن فقد الوطن اسمعك نقول فقدت لغتي اعنضت عنها باخرى اجل انك اعنضت عنها ولكن بما اضاع منك الوطنية والمعتقدات الدينية فانك لا تخاطب بها الا اجنبيا من البلاد مغايرا في الجنسية وانت تعلم ان لمعاني الالفاظ تصورا لا يقوم به
مقابلها في غيرها فانك لو سمعت قولي
ومن غرر الاخلاق ان تهدر الدما ... لتحفظ اعراض نكفلها المجد