للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢٧٥ -

والحبال وغير ذلك فوجدت فيهم الكثير ممن احسن الصنعة وفاق معلمه من الافرنج فرفت الاجانب ولم ابق منهم الا ثلاثة بعد ان كانوا نحو مائتين وكنت كلما قربت احداً من اولاد العرب لعمل من الاعمال اتقنه واحسنه وعندما اخبر المرحوم بذلك يسر كل السرور ويقول متى اجد الامة المصرية كلها من اهل المعارف والصناعة حتى لا نحتاج لاجنبي من اي دولة كانت. ثم انتقلنا الى الادارات واهلها فقال الادارات لا تنظم الا باهل العفة والامانة فقد كان المرحوم يعطي الرواتب الشهرية فوق الكفاية ويقول للرجل من كل ما احتجت اليه

من الضروريات اعرضه الي وخذه مني ولا تمس الامة بشيء فان فساد الاحكام ونقض القوانين لا يتأنى الا من البرطيل ومتى دخل البرطيل في حكومة فسدت قوانينها وضاعت حقوق امتها واصبحت كالبيت الذي لا باب له يدخله من يريد ويسرق منه ما يشاء. فاذا كا الرئيس يقلد في الاعمال اصحاب النفوس الميالة للرشوة والبراطيل فانه يتعب تعباً شديداً ويوقع الامة في مظالم جسيمة ثم ذكر صاحب الدولة شريف باشا بذكر حسن وقص علي الكثير من اخباره الجميلة التي يرجى بها الاصلاح

فهل مع وجود مثل هؤلاء الامراء وتبصرهم في الاعمال وحبهم لطهارة البلاد نرمي بفساد الاخلاق صدق المرجفون فان هذه الافكار لا تجعل لهم في بلادنا سطوة ولا نفوذاً واصحابها لا تقبل منهم نقوداً ولا نياشين تتحلى بها الصدور وتضيع بها الثغور. وساقص على قراء جريدتنا طرفا من هذا القبيل فقد رأيت كثيراً من امرائنا العظام وسمعت منهم ما لم اكن اتصوره من قبل ورايت من افكارهم ما يهتدي به طالب السياسة لمقاصده الوطنية واعماله الخيرية

[المحاسن التوفيقية]

اوتاريخ مصر الفتاة او زفاف الحرية في مصر

مصر

اي عزيزتي اي نزهتي اي ارض نشأتي جنتي هنيئاً لك بما فعل الاسود من ابنائك ولكن بك عليك اقسم وبجيشك عليك اعزم الا ما اخبرتني بما كنت عليه في زمنك الماضي وما صرت اليه الان فاني اراك الان تفتخرين في ثياب الحرية وقد رأيتك من عهد قريب مصابة الافرنجي والاطباء تبحث في مرضك واهلك وابناؤك متعلقون باذيالهم يطلبون منهم دقة البحث وسرعة العلاج فماذا تم لك بعد ذلك وعلى يد اي طبيب نقهت وبرئت فان حديثك عجيب

(مصر) ابنتي سألتني عن امر عظيم سألتني عن حديث ما تحدث به احد من ابنائي الا مع نفسه فانه حديث لم يرو مثله ولا بمعناه عن احد غيري. قد بليت بقوم وفدوا على