لم تزل عجائز النساء تلقن ابناها علوما تحيي بها التخريف وتطفي نور العلم وتدرسها لهم على انها من المعتقدات فيأخذونها بقبول وحسن اعتقاد ويقدمونها على المعارف الادبية والمعتقدات الدينية وذلك لفراغهم من العلم وتربيتهم على نزهات الجهالة وخزعلات التخريف وهذا مما يقضي بفساد العقول وضعف الادراك اللذين يتوقف اعتدالهما اصلاح النفوس وعمران الديار وقد عزمنا على نشر علوم العجائز في جريدتنا مبرهنين على بطلانها لئلا تلقنها الاباء للابناء فتفسد اخلاقهم ويضيع تعليم عصرنا الادبي سدى
من ذلك ان رجلاً اخذ اولاده ليشتري لهم طرابيش فقابله بعض اصحابه ووقف معه برهة ثم انصرف الرجل باولاده وبعد مضي نحو ساعة حضر ثانية وقال لصاحبه ان مناديلك احسن من مناديلي فقال له صاحبه كل انسان يشتري مايريد فقال له اريد ان ارى منديلك لاشتري مثله فناوله المنديل ليراه فاخذه وناوله لولده ومضى فبقي صاحبه متعجبا من هذه الحالة وبعدها قام الرجل لبيته فما استقر حتى جاءه الولد بالمنديل ففتحه ووجد اطرافه مقصوصة ولما تمعن الامر علم ان الاولاد لم ذهبوا لامهم سألتهم من كان مع والدكم عند مشتري الطرابيش فاخبروها بصاحبه فقالت لابد وإن يكون حسدكم ثم الزمت اباهم ان يستحضر لها شيئاً من اثر صاحبه لتبخر به الاولاد فامتثل وفعل ما فعل
فهل يرجى تقدم من يقتدي بالنساء في التخريف ويفعل مع صاحبة الامور الباردة قياما بحق طاعة النساء وهل يحكم على مثل الابله بقابلية الفهم وصلاحية التعليم وهلا يخشى على اولاده من غرس التخريف في اذهانهم عملاً بما كان يعتقده ابوهم نعم وإن كانت العين حقاً كما ورد في الحديث الشريف ولكن اذا تحققت الاصابة وعلم العائن من اين اتاهم التبخير بالاثار حتى اوقعوا انفسهم في فضائع القبائح التي تغضب الاصحاب وتدل على الجهل وفساد التربية واقتداء الرجال بالنساءً فلوكان هذا ممن عرفوا العلم صغاراً وتأدبوا وتهذبوا لعلم ان الله تعالى هو الفاعل المختار وتحقق ان صاحبه يود له الخير ويرجو حفظ اولاده كما هي شؤون الصحبه والالفة وانكر على زوجته وامه دفع الضرر بحرق الاثار ولكنه حرم الاب ولم يذق لذة العلم فاصبح فارغ الذهن يميل بفكرة مع كل تخريف ويغلب عليه كل ذي حيلة شان المجرد من المعارف البعيدين من الكمالات الانسانية وعصرنا الادبي بدلنا بنشاط شبان على اماتة هذه الجهالة بتربية الابناء بمعارف الاساتذه العظام فانهم رأوا
ضرر التخريف وفساد معتقدات النساء فعدلوا عنها الى الاداب يربون عليها ابنائهم ليحلونهم بحلية الكمال ليحفظونهم من مثل ماوقع فيه هذا الذي يروي جهالة عن امه