كتاب كتبت اقلام الغيرة على صفحات نشأته الحديثة هذا كتاب لا تزال لغتنا العربية محتاجة اليه والى ما يماثله فقد ملئت الخزائن كتبا ربما استغني عنها ببعضها لا شتمالها على ما تعدد اسما واتحد مسمى فانك ترى الكثير منها في موضوع واحد لا فرق بينها الا في الالفاظ ومع كثرتها نراها عارية مما بلزم اتخاذه للتحفظ على الضمة التي اقل ما فيها ان الانسان لا يتوصل الى ما في تلك الكتب الا بواسطتها فهي حافظة الانسان بل هي الانسان
وهذا امر لا يحفى خصوصا على الحكماء والاجزائيبن فلذلك اعتنى بجمع هذا الكتاب صديقنا الابراهيم افندي مصطفى كيماوي وكشاف مجلس عموم الصحة باسكندريه فجاء غنية للطالب ومنية للراغب وقد التزم طبعة بمطبعة جريدتي المحروسة والعصر الجديد فجاء مشتملا على ٩١ صفحة وجعل ثمنه ٢ فرنك فلا ريب ان حضرات الاطباء والاجزائين يتسارعون الى مورده العذب لينهلوا منه كؤوس الرضا وما ذلك على من رام الوقوف على الحقيقة يبعد
[كلمة عاقل]
عندما حضر الموسيو دلسبس لفتح قنال السويس قدم جملة من اخواننا الوطنيين ورفعوا اليه رقاعا مكتوبا فيها (عبد كم فقير الحال ولى دراية بفني القراءة والكتابه والتمس الخدمة عند سعادتكم لكي اتحصل على معاشي) فلما قدمت له الرقاع قال اني لا عجب من امة تريد الخدمة والكسب بما هو من ضروريات الانسان وهو القرأة والكتابة واعجب من هذا قولهم فني القرأة والكتابة ابوجد في هذه البلاد من يقرأ ولا يكتب او يكتب ولا يقرا حتى عدوا المتلازمين فنين
(التبكيت) اذا كنا لانحسن النجارة ولا الحدادة ولا الهندسة ولاشيأ من الصناعة وتركناها باهمالنا وتغافلنا عنها واقتصرنا على ارسال الاولاد الى كتبه الدواوين يجلسون بجواهم اعواما حتى يتعلمون ورد جوابكم والحال لاشك اننا نبكت بلسان هذا العالم الذي قال ان القرأة والكتابة من ضروريات الانسان لامن موجبات الخدمة في سائر الامور ولكن نشأتنا الحديثة تؤملنا بتغير الحالة واظهار لفضائل الانسانية وفي الامة وبالحكومة العون وعلى الله المتكل
تأخر لدينا كثير من الرسائل وفي جملتها رسالة لواصف افندي سميكه فموعدنا بنشر ما يمكن العدد اللآتي