كان لاشك ولياً وذلك ان يذبح صاحب البيت في الليلة المقبلة كبشا وكلبا ويضع الكبش في قصعة ويقدمها للمأمور ومن معه يضع الكلب في (انجر) ويقدمه لزعبل وأتباعه فان كان وليا ميز بين الكبش والكلب فاسنحضر شيخ الكفر صاحب الدار وأمره بذالك وبكتمانه فخاف على نفسه من غضب الشيخ الا انه لا ير بدا من الإجابة فقام الى بيته واخبر زوجته بالوقع فصرخت في وجهه وقالت (انت يا شيخ عاوز تخرب بيتك) فقال لها ان شيخ الكفر الزمني بذلك فكيف العمل ٠
فقالت له (انا أروح للشيخ زعبل وأقول له والا عدمنا أولادنا) فرضي بذلك وقال لها (أوعى تقولي لغيره) فقامت من عنده وقصدت الشيخ وأوضحت له الحقيقية فقال لها (انا
عارف من قبل ما يتحبي اعملى زي ما هم عايزين) ففرحت المرأة برضاه وفعلت ذلك فلما جاء وقت العشاء بقي الشيخ زعبل في الحل المخصص له حتى تكامل الناس فنزل أليهم فلما رأوه قاموا أجلالا حتى جلس ثم أشار أليهم فجلسوا فاستعدعى بالطعام فوضعت المائدة فاراد الناس ان يأكلوا فصرخ فيهم قائلا (أعطوا الكلب للكلاب) وهاتوا لنا القصعة فهاج الناس لذلك وعملوا المكيدة فصاروا يسبون المأمور ومن معه ويطلبون من الشيخ السماح فخجل المأمور والشيخ وقاما هاربين وقالا هذا لا شك ولي من أولياء الله فلما انقضت تلك الليلة واصبح الصباح قال الشيخ زعبل لصاحب الدار اذا غبت عنكم الليلة فلا تبحثوا علي فقد جاء الأوان وصدر لنا الأذن بالرحيل فاضطرب الرجل لذلك (أحنا عملنا أية حتى تفوتنا) فقال الشيخ صدر الأذن والسلام
وما فعل ذلك الاخوف الافتضاح فلما جاء الليل خرج الى العجز فرأى اثنين سارقين محراثا فلما رأياه هربا من أمامه ونزلا قاربا في الجر وسارا به فقال في نفسه لا بد ان ارجع ثانية وأبين هذا الكرامة فرجع ودخل الدار التي كان بها وصاحبها غير عالم به فلما أصبح رأى الشيخ في منزله ففرح ودخل عليه وفجلس أمامه والشيخ لا يتكلم فشاع في الكفران احد اهل الكفرسرق له محراث فهرول صاحب المحراث حتى جاء الى الشيخ مكتئبا وشرح له قصته فقال له توجه الى الجهة الفلانية شاطئ العجز تجد محراثك فتوجه الرجل فرآه كما قال الشيخ فكبر اعتقاد الناس فيه حتى بلغ الغاية القصوى فاخبرهم انه يغادرهم في الليلة القادمة فتجمعوا وترجوا ان يقبل منهم مايجهزوا به انه لاشيء اخف من الذهب فجمعوا له ما لايمكنهم الزيادة عنه فبعد ان اظهر العفة قبله واراهم انه يصرفه على المحتاجين ثم انصرف وقد خلص من السخرة والعملية بالولايه الخرافيه