اني اعظك لئلا تكون من الغافلين ولا اعظك باحسن من مصادفاتي وما لاقيته في حياتي من حسنات وسيئات فقد طلبت الرزق بجدي وسعيي لاعن فاقة ولا الزام ولكن كرهت العجز وانقت من التقاعد فقضيت سنين عديدة اتقلب في الخدامات وأتفنن في اسباب المعاش وصحبت الكثير من اهل زمانك على اختلاف المقامات والاعتبارات فاستخلصت من جميع الاخلاق خلقاً ان رضيته عشت به ناعم البال طيب الخاطر وان ابيته كنت مثلي في الخط والطالع والصفات
خلق الانسان ميالا للتعاظم والتفاخر ويزداد هذا الامر بزيادة الجهل ويقل بسطوة العزو سيف التهذيب فاذا بليت بخدمات من لم يهذب صغيرا فنافقه لتوافقه واياك ان تظهر علمك امامه وان سئلت في امر فليكن حوابك بخشوع وخضوع وان كذبت فيه فاعترف بالخطاء ولاتجادل وان قويت حجتك وان خاطبك بما لايعقل فاطرب وتبسم واعجب من حدة الذهن ورقة المعنى وذم من يقول غير ذلك وان سمعت كذبا وكنت على يقين من كذبه فكذب عيابك وخطئ حواسك وصدق ما يقول وان شتمت فاضحك واظهر الرضا واطلب العفو واذا دخلت فادخل منحنياً وقبل الارض والثم النعل وغض الطرف واصمت واضع وارجع القهقرى رويد رويداً وقف ذليلا وضع يديك على صدرك فان قام مستخدمك فابتدر النعل وارفع الثوب وارفعه من ابطه ثم امش خلفه ساكتاً لاتحرك يدا ولا تنطق بحرف وان التفت اليك فاسرع بالمثول بين يديه والوقوف في هيئة المستفهم واذا امرت بامر وخرجت اليه فهرول امامه واسرع في الحضور وإن جلس للطعام فضع الصحون بسكينة ولاتنظر للطعام ولاتتحرك اذا وقفت ولاتتكلم ولاتتحول من امامه واظهر القناعة اذا انتهى من الطعام واكلت وإن عملت عملاً فانسبه إليه إن كان حسناٌ وعنونه باسمك ان كان قبيحاً وإذا غبنك في اجرتك فاظهر له الحمد وتمدح به بين يديه وأثنى عليه عند اخصائه واكثر من الدعاء له بين تيعته وندمائه وخلانه واذا نمت فكن على اهبة القيام وصورة بين عينيك لئلا تحلم بغيره حتى اذا ناداك كنت واقفاً تحت قدميه واسأل زائريه احسانا بحيث لايشعر واشتر به لباساً طيباً والبسه واياك ان تخالفه في امراق تكذبه في قول وإن كان باطلاً وإن سمعت مكروها فلا تنقله اليه وإن سمعت مدحاً فبادر وزد عليه من عندك وإذا تعاظم فقل
هكذا التواضع وإذا افتخر فقل انت فوق ذلك وإذا أدعى الفصاحة فعب كل متكلم دونه وإذا ادعى الكرم فذم حاتماً عنده وإذا بخل فقل هكذا يكون