الكلام (وقليل ماهم) فليهب وطنه اشهرا او عاما من عمره يسير فيه لهداية قومه ودلالتهم على طريق التقديم فهذه امربقا ترسل المبشرين على نفقة الجمعيات (المشكلة من اهل البلاد) تبشر بالمسيح عليه السلام في بلادنا وغيرها من البلاد الشرقية ونحن نائمون نحاء بثوب نطيلة ومنصب نسعى خلفه ومظهر نحرص عليه
ولا يبادر معترض باستحالة هذا الامر في بلادنا فقد كانت اوروبا في جهالة بهيمية كادت تنساها بعالميتها الحالية على اننالا نياءس من امر لا ننتفع به نحن بل نغرس ونترك الثمرة لابنائنا او ابنائهم فنفتح المجد والذكر الجميل والثناء المخلد
فدعني ايها الوطني الحر من الاخلاط وشد عضدك بعزمك وارحم اخاك الفلاح بارشاده لابواب التقدم وهدايته لما يعرف به حقه وقدر نفسه ولاتسام من الطول لاتضجر من التعب ولاتغضب بالسب والقذف الطعن واجعل جسمك كله اعينا تبصر به ما يصلح بلادك واهلها وتعام عن جاهل يريد ان يحول بينك وبين اغراضك يمقاصده السيئة واياك ان تدعو لما يحدث النفرة او يجلب الشر على الامة فانك ان فعلت ذلك كنت اضر من الحاهلين ٠ ولاتنظر لثروة الاجنبي ووفرة مادته ونقدمه عليك في الصنائع والمعارف فتتصور عدم الخلاص من ورطة هذا التاخير فكم من ممالك اخذت اخذا بنا وتسمت باسم غير مالكها ويحزم اممها وتدبيرهم استنقذوها بحمكمة وعزة نفس ونحن لم نزل تحت سطوة حكومتنا لخدبوية الجليلة ممتعين بامرائنا الوطنيين امنين في زمن السلم والراحة مشاركين الاجانب في التجارة وبعض الصناعة فاذا احكمنا امرنا واتحدت كلمتنا على احياء وطننا واستعملنا الوطنيين واشتغالنا الاهلية ونوابعها وسعينا في تعميم التعليم وتدبرنا العواقب وسرنا في طريق لا نعرف فيه التحاسد ولا تميل للتباغض ولا تسعى الا خلف علة واحدة هي حفظ البلاد لا هلها نحجنا واظهرنا لحكومتنا سطوة لايعتريها ضعف ونفوذا لايعتريه خمود وباتت الامة تنادي بلسان الاداب والمعارف هذه بلاد عزت باهلها بعد ان بادت وهلكت او كادت
ولا نصل هذه الدرجة برجل او رجلين بل باطلاق السنة الاقلام في معارض الاداب والتجول في البلاد والمجالس والحث على حفظ الشرف باحياء موات الاذهان والنعاضد على تربية البنين والنبات حتى يعرف كل فرد قدر الانسانية ويعامل اخاه بما يقتضيه مقامها السامي لا مقامه المنخفض فاذا قابله صاحب او اجتمع به خدن وكان له مسيئا قال له لك مني بقدر مالي من الانسانية لا منك