دعيني من العالم وما هو عليه وهاتي جوابك عما اسالك عنه واياكِ والتمجل فاني اقدم حديثك للعقلاء فلا تنطقي الا بحق ولا تبدي غير ما عزمت عليه
ما الذي حملك ِ على الظهور بما يسئ صاحبك ويغيظ جارك وبوغر عليكِ الصدور اانت ممن يفضل الموت على الحياةِ السيئة حتى اخذت تقجين الجهالة وتحثين على الاداب ومحاسن الاخلاق. كيف تسورت هذا الحصن العظيم واهله في الدنيا السواد الاعظم ألست واحدة من هذه النفوس المنتشرة في الوجود فلم لم تجهلي مع الجاهلين وتتأدبي مع المتأدبين وتتعالي مع العالمين وتسيري مع المخرفين في طريقهم الذي لو سلكته لقبلت يتاك ولثمت اطراف ثوبك ألم تحفظي من اخبار الاولين قتل الخطباء وشنق الدعاة وضرب المودبين وطرد المهذبين ولا يسعك انكار ماتاتينه من الاعمال والاقوال وانتِ تنادين بلسان ذاتك بصوت شرقي صداه في الغرب اف لك فقد كدرت عيشي وانحلت جسمي وشوشت فكري وبغضت الاهل في والزمنتي السهر والاوراق بما لم يكلفني به الا املك الطويل وتمنيكِ البعيد
النفس ما بالك تطيل الكلام بما لم يكن في حساني ألست بين رجال اذكياء تدعو فيجيبون وتنصح فيسمعون وتحذر فيتركون وتحث فيسعون والكل مجد في طريق التعليم ساع في تحصيل ثمرة ادبية او تشييد اثر تاريخي ومن وجد مثل هولاء وكره الصحبة او سئم من المخاطبة كان محلاً للومك ومرجعاً لتأنيبك فان كان عندك غير هذا فهاته والا فنحن في ارض المعارف تحت سماء الذكاء بين رجال الفتوه والحمية ولا يضيع بينهم عمل عامل ولا يعرفون غير الحق طريقاً
نديم اسمعي اسمعي ان قيل فيكِ انك خبيثة تحذرين من القبيح وتأتينه وتأمرين بالجميل ولا تتبعينه هل انتِ راضية بذلك
نفسه نعم راضية فان العقلاء يعرفون سيري ويحفظون مشربي فلا يضرني جاهل يرى السهام مفوقة اليه فيرميني بما ابتلى به وان ملاء بمفترياته القهاوي والطرقات
نديم ان قيل فيكِ انك ضالة مضلة لاتعرفين الدين ولا تعترفين باهل الفضل فهل انتِ
راضية
نفسه راضية فان بنات افكاري وابناء ادابي تكذب من يقول ذلك ممن لايعرف الا ضروريات حياته التي لايجعلها البهيم.
وكسبي ما انادي به الان من الاداب ورايته عن اهل الفضل يوجب على الاعتارف بفضلهم ومنكر الواجب مارق
نديم ان قيل فيكِ انكِ لاتؤمنين على درهم ولا دينار لطمع خلقت به وشره جبلت عليه فهل انت راضية