ومحلات الانس وحذرت الفلاح والذات من عواقب الرهن وتساهله معه في طريقه بها تحفظ له حق التملك وبقاء الثروة لهذبت كثيراً من الاموال. فاننا اصبحنا في زمن لا تؤثر فيه الخطابات ولا تنفع المواعظ ولا يدفع نوازلنا الا قوة الحاكم وزجره وعنايته باصلاح شأن امته ورفعة رجاله الذين يعز بقوتهم ويتقوى بثروتهم ويتأيد بسطوتهم ولا يوصلنا لهذا السبب الا التاديب والتهذيب
وقد رايت في المولد في المحاسن ما كنت اتمناه واشتغلت بالكتابة فيه زمناً طويلاً وهو ابطال جملة من التخاريف التي افسدت عقول العامة وذهبت بالمعتقدات لمخالطتها لها وامتزاجها بها فمن ذلك ما كتب به حضرة الحسيب السيد البكري لديوان الاوقاف بمنع دخول الطبول والمزامير في المسجد الاحمدي وكتب لحضرة النسيب السيد محمد القصبي شيخ الجامع الاحمدي بذلك فاجتهد حفظه الله في منع المخرفين من دخولهم المسجد بالطبول والمزامير ومنع باعة الكحل والنساء التي كانت تجلس لعمل القهوة التي يسمونها (الخدمة) وطهر المسجد من الاقذار واصحاب الغايات قياماً بحق الدين وشرف المساجد. ومنه منع المخرفين المضلين الذين كانوا يلبسون البطيخ في روسهم والقرون الحسبة والدالة على المعنوية والريش والشعور والخروق وغير ذلك من المساخر والهذيان ويمشون بذلك في موكب الخليفة ظناً منهم انهم يتقربون الى الله بهذه المحرمات التي احدثتها التغالي في التخريف ولقد رايت كثيرا من الناس يرجوه في التصريح بعمل المساخر فابى وشدد في المنع حتى لم يتمكن احد من فعل شيء من ذلك فانغم بهذا الاستاذ المجد في حفظ الدين من الخرافات التي بطلت وعدمت وعادت الناس للتمسك بالشرع الشريف والعمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
وقد رأيت خليفة المولد وامامه الكثير من الناس لا بسين الدروع قابضين على السيوف والحراب وهو محفوف بكثير من الجند والخفراء فحركني هذا المنظر العجيب لشرح حال
الخلافة واصل نشأتها وبده الطرق ولماذا وضعت وما ثمرة احداثها ويعلم فساد ما عليه الكثير من الجهلة الذين اتخذوها وسيلة للمعاش وافتناص الدنيا بعد ان كانت للتهذيب وصيانة الامة كما اننا سنتكلم في الاتي على المسجد الاحمدي ومجاوريه وعلمائه وغفلة الاغنياء عنهم وتركهم بلا راتب ولا مصرف بعينهم على هذه الخدمة الدينية
[حل اللغز]
ما معنى الا قليل بعد صدور العدد الماضي حتى تواردت رسائل تترى نتراً ونظماً لحل اللغز المثبت فيه لحضرة صديقنا البارع عبد الله افندي فريح فنحن نثبتها اظهاراً لفضل منشئيها مقدمين النظم على النثر