يقضي بعدم حدوث شيء يشوش الافكار او يكدر صفوا الراحة ولا نلب ثان نراهم انصرفوا بمفصلات الامر وكفالة الامن والراحة مصحوبين بالسلامة
(ت) فان تعلقت امال مدرسة بارسال احد الاساتذة او بعض التلامذة الينا ماذا نصنع
(ن) قلت لك ان التلامذة اذا كانت متحدة على غيرها دخول مدرستها وتلامذتنا جميعاً مستعدون لوقاية رئيسهم وحفظ شرفه ولو اتلفوا في ذلك النفس والنفيس ومن يرضى لنفسه جلب الشرور واعدام الارواح في غير مصلحته
(ت) نخشى ان يدخل مفسد بين التلامذة فيغربهم على بعضهم ويوقع بينهم العداوة والخذلان وبهذا يتعذر الوصول لتوحيد الكلمة
(ن) معاذ الله ان يحصل شيء من هذا فان القلوب مرتبطة بالايمان متحدة على حفظ المدرسة ورئيسها ولا يسعى في ايقاع العداوة والبغضا الاجاهل متعرض للهلاك فلا تخش من هذا القبيل وحدث قومك بما سمعت واحرص على فهمه كلمة كلمة وبعد ذلك اكتسب اليك درساً اخر
(ت) الان انصرف لابث كلماتك في محلات التلامذة وعساك تقف على افكار ديوان المعارف فتشرحها لنا في الاسبوع الآتي فقد اشتغلت الافكار وحارت الالباب ولكن الرئيس والاساتذة حسنوا في عملهم والله يحسن الختام فانه يقول للذين حسنوا الحسني وزياده
[مسامرات ادبية]
جمعني الحظ وحسن الطالع مع العلامة الفاضل والفيلسوف الكامل استاذ الاساتذة الوزير الجليل صاحب السعادة محمد قدري باشا وزير الحقانية فتجاذبنا اطراف الحديث وخضنا في كثير من انواع الكلام حتى انتهينا الى المعارف وطرق تلقيها فقال حفظه الله.
ان التعليم في اوروبا على ثلاث مراتب الاولى معرفة القراءة والكتابة الى المرتبة الثانية وفيها يتم قواعد لغته ومعرفة فروعهوفنونها وبعض مقدمات العلوم العالية ثم ينتقل الى الثالثة وفيها يحسن معرفة اللغة وبدائعها ويبحث في مشقاتها وبديع تركيبها ثم يدرس معها العلوم العالية فتراهم في كل مرتبة يدربون الطفل على لغته وكتابتها ومنشآتها ليستعين بها على فهم العلوم وادراك معانيها بخلاف ما عليه مدارسنا من نقل التلميذ الى العلوم العالية وهو لا يعرف من لغته الا ما اعتاد النطق به فاذا توجه اوروبا على هذه الحالة عاد لا يعرف الحقوق والواجبات لفقد مدركات لغته وقوتها وبلاغتها على ان فقد التهذيب في الصغر داع ثان لفساد الاخلاق - ثم قال ايده الله كيف نبعث تلميذا لمعرفة القوانين ودراستها وهو لا يقدر على ترجمتها بلغته ولا يمكنه التعبير عن التركيب