للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

- ٢٧٣ -

الافرنجي بعبارة عربية مفهمة لفقد قوة الادراك العربي منه. وكيف نعتمد على فكره وهو لا يحسن التصورات العربية والبلاد كلها عربية واحكامها عربية فلا بد من تمكن التلميذ من لغته حتى يستعين بها على طول الباع وكثرة المتاع. ثم عطف على الشاب النبيه العالم صاحب العزة حسين بك واصف فذكره بخير وامتدح اجتهاده وسهره في دراسة القوانين والوقوف على دفائفها. وبعدها خضنا في احاديث ر تكبر على مثله فانه رب الكلام ولسان الترجمة وبمثله تتخلى الامارة وناهيك برجل لا تكلف في تفهيمه تركيب عبارة ملفقة او ملحونة ولا يحتاج لفهم ما تقول لحل ولا بسط. ومن قراء هذه الافكار الحرة علم ما لوزارتنا من الفصل والسعي خلف التقدم والبحث فيما يدفع خلل اداراتنا ويحسن تربية ابنائنا اعزهم الله

(الثانية)

لغرامي بالوقوف على حقائق الامور اتخذت الكثير من امرائنا وسيلة لمعرفة مدركاتهم السياسية ونياتهم من جهة الوطن لنفاخر بافكارهم الجليلة من يرمينا بالغباوة والجهل من اهل اوروبا فان الجرائد الوطنية ان لم تذكر فضل رجالها وتدافع عن ذوى الافكار الحسنة كانت عونا للاجنبية في تسلطها علينا بما ليس فينا فممن اجتمعت بهم من الامراء المجرب

للامور العارف باحوالنا صاحب السعادة احمد باشا الدارملي مأمور ضبطية المحروسة زرته في ديوانه العامر وجرى بيننا حديث طويل وقفت فيه على حسن معرفته بالادارة واتساع باعة في حل المشاكل وارضاء الخصوم ثم جرى الكلام في قوانين الادارة والاحكام فقال حفظه الله اني اجاهد الان في تدوين ما اعثر عليه من الوقائع والحوادث لنتمكن من وضع قانون لنضبطية يحفظ نظام الامة وحقوقها ويوقف الحاكم عنده حده فان احكامها الان اغلبها اجتهادية والانسان محل للخطا والنسيان فربما فعل امراً ظنه صواباً وهو خطا فاذا تقيد بقانون استراح واراح وعندما يتم لنا بحث جميع الحوادث تستعين بوزارتنا الحاضرة وافكارها الحرة على عقد هذا النظام وقد سمعت من صاحب الدولة رئيس نظارنا انه مجد في سن القوانين ووضع الامة والحكام تحت نظام محدد لكل عامل عمله ولكل فرد حقه وهذه مقاصد تشهد لدولته بطهارة الضمير وحب الحق وميله لانصاف الرعية ومنع يد الاستبداد عنها وتخويلها قوانين تدفع عنها غوائل الاغراض الذاتية والاحكام الهوائية. ثم رأيت عنده رمانتين من نحاس قد جعل لكل منهما غطاء. (بقلاوظ) فاذا اراد القباني سرقة الفلاح المسكين حل القلاوظ ووضع قطعة من الرصاص في قلب الرمانة ثم يدير القلاوظ فلا يكاد يراه احد وبهذه الطريقة غبن الفلاح في الاف مولفة من القناطير من محصوله وقد ضبط هاتين الرمانتين بطريقة تعز على مثله فهو يسعى في وضع رمانات مدموغة تحفظ للامة حقوقها كما انه يجاهد في ضبط الموازيين والمقاييس