لاازيدك ايها القاري شرحاً في وصف الجهالة وعواقبها اكثر ماتراه فينا من التاثير الغريب وتسلطنها علينا بقوة لايدفعها السلاح ولا تضعفها القوة حتى اصبحنا لمن يقودنا بالتخريف او يغرنا بالظواهر اطع من الظل للجسم ولا تعارضني ببعض شباننا المتنورين بالمعاشرة او ببعض اللاياضيات وانظر الى السواد الاعظم وما يسمي بالامة فان النذر اليسر لايحفظ العدد الكثير ولا يتمكن من رفع الملمات ومنع النوازل مع بعده عن خدمة الامة وانفته من جهالها واني ذاكر لك بعض آثار الجهالة لتقابلها بمآثر المعارف حتى تعلم الفرق بين الحياة العلمية وموتة الجهالة وترى ان المفرط في حق الامة ومسلمها للجهالة اماتها واعدمها وان بقيت متحركة وضطربة
اصيب احد الشبان في زفتي بالجنون بسبب الحشيش فاستحضر له ابوه دجا لا (من الجهلة الذين يعتمد عليهم السواد الاعظم منا) فابتدأ بدق الثوم ووضعه في اذنيه ثم بوضع لنج محرقة على ظهره ووضع عاموداً صغيراً من الحديد في النار حتى احمر وكلما تأوه المريض ضربه في رأسه مرة وبين كتفيه مرة ولو نظرت هذا الطبيب مع هذه الافعال الجنونية لعجبت من تسليم جسم انساني اليه فانه اعمى لايبصر وجاهل لايعرف شيئا. فتصور بفكرك حالة المصاب اذا وقع في يد اعمى يضربه بعامود من لنار واحكم على ابيه وجيرانه وعشيرته بما تراه والا فاني اعجز عن الخوض في هذا الموضوع فانه خارج عن التصورات البشرية والاحكام الانسانية. مع ان البندر به طيب ماهر درس العلوم في المدارس وامتحن فيها وخرج منها بالشهادة الناطقة باستعداده للمعالجة ولكن ابت الجهالة ان تعرف العلماء على انه قيل لابيه اسحضر له الطبيب قال (خليها بالبركه شي لله يا سيد الحكيم رايح يعمل ايه) من مثل هذه الالفاظ القبيحة التي اسسها الجهل في رؤسنا حتى صارت من المعتقدات
ومثل هذا رجل يدعي انه يبرئ الجذام ويسميه بداء الاسد توجه اليه رجل من الجيرة وطلب منه معالجته فابتدأ بغلي الزيت على النار ثم وضع اصابعه فيه حتى اتلفها ثم انامه على بطنه والرجال باركة عليه وشق ظهره شقا بليفأ وصار يخرج منه قطعاً من اللحم وصار يقول لاهله هذه عروق الاسد ثم وضع لبخة على رأسه بعد ان حلقه حلقاً دقيقا فانتفخ منها رأسه وتورم ثم كواه بقطعة حديد على كتفيه وعضويه وتركه ينتظر عزرائيل
ليرحمه من هذا العذاب الاليم
فتامل ايها العاقل هذه الافعال الغريبة الخارجة عن التصور الانساني واحكم على اهله بما تشاء وعرفني في قسم من اقسام العالم نضع هولاء الجهلة وباي بهيم تشبههم واغرب من