بحكمة نظرية لم تنجح عائلته بغيرها وهو الهلب ابن ابي صفرة كان له احدى عشر ولد امن صبيله فجمعهم عندما استحضر وقال لهم اجمعوا نبالكم واحزموها ففعلوا فقل ليقم اشدكم قوة فليكسرها فتقووا عليها رجلا بعد رجل فلم يستطع احد كسرها فقال فرقوها فاخذ كل نيله بيده فقال ليكسر كل انسان نبله ففعلوا فقال هكذا امركم من بعدي ان اتحدتم ومنعتم التباغض والتخاذل والتحاسد حفظتم نظامكم وبقي بيتكم مفتوحاً وكنتم كهذه النبال عند جمعها لايقدر على كسرها وتبديدها احد وان ملتم لحب الذات واخذتم في التظاهر وحب الرياسة تبدد جمعكم وخرب بيتكم واصبحتم كالنبال عند تفريقها يغلبكم الضعيف ويكسركم الجبان ثم قضى نحبه وتمسك اولاده بحكمته فلم يختل لهم نظام حتى لحقوا به
فلو تاملت ايها المدل بنفسه هذه النصيحة وانزلت نفسك منزلة فرد من افراد الامة وبحثت فيما يطهر الاخلاق ويوصل الامة الى النجاح حتى يقف كل عند حده ويعرف حقوقه ويتدرب على فهم الاشارات وادراك معاني السياسة لكنت من الذين راوا لذة حياتهم في حفظ بلادهم وبث روح العمران فيها ولكنك تعاميت عن هذا وظننت ان صورتك منقوشة في لوح الوجود فهزتك حمية الاعجاب واخذتك عزة الدعوى فاصبحت منفضاً مكدراً قلقا لايقر لك قرار ولا يهدا لك روع مع انك غير مكلف بشي يحدث فيك هذا الاضطراب
مهلاً فقد اكلت اصبعك من الغيظ هذا اخوك الذي تسعى خلفه بالنكاية وترميه بما ليس فيه دع الخلق فكل ميسر لما خلق له وما انت عليهم بوكيل. مالك تنبع كل سائر بنظرك وتهمهم بكلمات تدل على امتلاء جوفك بتغيظ يرسل من فيك شرر لعداوة لمن لم يعرفك وتسعى في اضرار من لم يزاحمك في مطعم او مشرب او ملبس وتنادي كل ذي ذكر جميل بين الناس بقول الحاسد كيف ظهرت وانا لك بالمرصاد
[كلمة غيور على لغته]
رسالة لحضرة الاديب المتفنن امين افندي شميل نثبتها ليذكر من يتذكر اذ جاءه النذير قال اعزه الله
لااظنك صاحبي تأبى نشر هذه الكلمات ولو كانت اعتراضاً لى قولك اضاعة اللغة تسليم للذت لان الحقائق انما تنجلي بالبحث ولا باس به
اللغة عبارة عن الةِ مادية تقوم بها مبادلة لافكار بالمعاني بين افراد الانسان عموماً لاوجود لها الا بالقوة. اما وجودها بالفعل فهو بطريق التخصيص كاللغات المتفرقة في امم لعالم التي تبلغ ما بين حيةٍ وميتة نحو خمسة الآف ثم من كون اللغة الة فقط فهي لافضل لها في ذاتها فعزتها وانحطاط مقامها انما يكون نتيجة صفات قومها من قوة وضعف