- ٢٥٧ -
وان غلظت اعتاق جيش من العدا ... فسيفك في هذا المقام رهيف
ملأت قلوب العالمين مسرة ... وقلب الاعادي قد ملاه رجيف
فغنت بعلياك العباد ورنمت ... وذقت سروراً في البلاد دفوف
وما اسعد والاقبال والعز والتي ... سوى عدم كل لديك وقوف
فمرها بما قد شئت في الدهر واحنكم ... فما الكل الا خادم ووصيف
ولا زلت ترفى في الملا غارب العلى ... وعلياك عن شهب السماء تنوف
ويدعوك توفيق العزيز مؤرخا ... بدا السن مصر والوزير شريف
٧ ١١١ ٢٢٠ ٢٦٠ ٥٩٠ ١٢٩٨
[مصر]
تربية الجاهل لاولاده واحترام الجاهلة لزوجها
حدثت نادرة غريبة من عهد قريب يتجلى بها تاريخ المخرفين. وهي ان رجلاً خبازا له ولد يعطيه بعض الخبز ليبيعه ففي بعض الايام حاسبه فوجد النقدية تنقص عن ثمن الخبز فساله فاخبره ولده ان الخبز كنز بقدر النقدية فقط فغضب ابوه واخذته الحدة فكتف الغلام وحلفت بالطلاق ان لا يدنو منه احد ثم طفق يضربه حتى ادماه وامه ومن معها ينظرون ولا يرجونه حيفة وقوع الطلاق ثم اخذ الغلام ووضعه في سحارة (صندوق كبير) وحلف بالطلاق ان لا يفتحها عليه احد فبات الغلام يصيح ويستغيث بامه ويطلب منها شربة ماء وهي تبكي وتعتذر له بوقوع الطلاق ولم يزل على هذه الحال حتى مات وهي لا تشعر فلما اصبح الصباح حضر ابوه وفتح السحارة فوجده مضخا بالدماء ولا حراك به فظن انه يحتال بهذا النوم ليتخلص من الضرب وجذبه من يده ورماه في الارض وصار يضربه برجله في بطنه حتى كاد يكسر عظامه فلما راه لا يتحرك ولا يصيح تحقق انه مات وفارق هذا الوالد الوحشي البهيم فصاحت والدته وقبض عليهما لتوقيع الجزاء عليهما
فهل سمعتم بوالد يقتل ولده على لا شىء ووالداة تدفعها الشهوة البهيمية لتفضيل غرضها النفسي على حياة مهجتها ولو كانا مهذبين لكان في الوالد شفقة وفي الام رحمة فعلم ولدك ايها الانسان لئلا يكون كالخباز وعلم ابنتك لئلا تاتي مثل زوجته ودع عنك التخريف فثمرة الحياة الادب والتهذيب
[رسالة من الحكيم شبلي أفندي شميل]
وردت لنا هذه الرسالة من حضرة الحكيم النطاسي شبلي افندي شميل فاثبتاها بالحرف
ايها السيد الفاضل محرر جريدة التنكيت البهية
ذكرتم في عدد ١٤ من جريدة التنكيت