قرشاً لفدى مائة تعيش بفدوة رجل واحد وان احدكم يصرف في الهلاهي عشرة الاف جنيه في كل عام ولو مال لتربية الايتام اربي بها مائة يتيم وان احدكم ليشتري العصا بعشرة جنيهات ولو نظر الى جاراته الارامل لعشى بها خمسمائة ارملة
ولست ادعوكم للدخول في مجامع الخير لرئاسة تبلغونها او مارة تظهرونها بل مساعدة واعانة الفقراء والا فان الاغنياء اذا تولوا المجامع الخيرية اهانوا الفقراء وشتتوهم بعفوانهم وتعاظمهم ولا يصدق في خدمة مجامع الخير الا الفقراء فانهم لحرمانهم من ملاذ الدنيا يرجون نعيم الاخرة بالخدمة الخيرية
ولا يجعلكم تنديدي هذا على شتمي فقد هياءت لكم صورة من حجر لاتسمع ولا تعقل ولا تبصر وسميتها باسمي لاوجه اليها كل ما اسمعه من الشتم والكلام الفارغ واعددت نفسي الناطقة لامتداح من يسعى في طريق اخير ويجتهد في احياء بلاده ويعتبر بما آل اليه امرنا من احتياجنا للقوت مع اننا ابناء ارض الثروة وكثرة الفقراء فينا مع اننا في بلاد الخصب وازدحام المهاجرين عندنا مع عدم زيادة الارض عنا وجهلنا بما نضع به لباساً او نصلح به محراتاً مع استعدادنا للتعليم وامتلائنا بالحسد والبغض مع قابليتنا للطهارة فقد اعوج عود
حياتنا عوجاجاً قارب ان يكسره ومتى يستقيم الظل والعود اعوج
[اسمعوا واعجبوا]
تذاكر بعض الناس في شأني على قهوة اوروبا بالمنشية وجرى ذكر من سمعوا في تعطيل وراق التياتر وتقديماً لاغراضهم على فعل الخير فقال واحد ان نديما يصرف اوقاته فيما يقوم المدرسة ويبذل جهده في توسيع دائرتها وزيادة ثروتها وما من احد دخل الجمعية الا بعد معاهدته على انه يساعده في هذا العمل المبرور ثم هو يدخل جميع ما يرد من الروايات لصندوق الجمعية فكيف يعارض مع هذا الاجتهاد. فرد عليه اخر وقال له انه رجل خادم للجمعية ان شاءت ابقته وان شاءت رفته فلم يجد السامع لهذا جواباً لغرابته عنده
وانا اجيبه بجواب يسمعه الخاص والعام ويراه لجناب العالي ورجاله الكرام ليقف المعترض عند حده ويعلم اني في رعاية ولاة امرى حفظهم الله
من سعى في تأليف جمعية مثل هذه وسهراً لليالي في ترتيب اعمالها وتدوين قانونها وعرض نفسه للخطابة التي جمعت النفوس والفت القلوب واظهرت الجمعية بعد ان بقيت ثلاثة اشهر لايعلم بها انسان وقاوم من ارادوا ابطال الخطابة خوفاً منهم وجوعاً وصبر على السب والقذف الايذاء والشتم واجتهد في حسن ادارة المدسة وتوسل المجناب العالي حتى