للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢٢٧ -

[عادة شرقية ومقابلتها غربية]

بقلم احد ابنائنا النجباء

من عادة الشرقيين انهم عندما يتداعون لوليمة يجتمعون حول المائدة وياكلون قل عددهم او كثر لا يراعون في ذلك اعتقاداً فاسداً اذ ليس ثم ما يمنعهم من تناول الطعام اما حضرات ساداتنا الاوربا وبين الذين نتعلم لغاتهم لنجد بها فضل لغتنا المهجورة على ما يقول بعض ال. . . . فان لغاتهم هي الفصحى وبدونها لا يمكننا ان نتقدم ولا نحصل التمدن فنجيبهم اننا لا ننكر ان اغلب العلوم تؤخذ الان من لغاتهم لكن من تأمل في ماضيهم وعرف تاريخهم علم انهم كانوا جهلة.

يتحذون من الجبال بيوتاً فكان من المستحيل عليهم ان يفهموا حتى كلمة علوم وحينئذ كان الشرق صاحب المقام الاعلى على وجه الكرة وكانت اللغة العربية هي المالكة وكانت بها تدرس العلوم في جميع انحاء الممالك ولم تزل صاحبة الصولة الى ان فقد بعضها من الاهمال وغيره فكانت على كل حال هي المتقدوة والفضل للمتقدم ولا ينكر فضل اللغة العربية الا من طمس على عينيه وكان على بصره غشاوة وعمى عن طريق الحق فلو زلق لسانه بالقدح في لغتنا وحجد حقوقها فهو معافي من الملام اذ ليس على الاعمى حرج

اما من عرف الحقيقة فانه لا ينكر اننا لو اتبعنا كل نصائح العرب ما ضللنا عن سواه المهيل وما لحقنا احد في التمدن اما الاوروباويون فانهم رغماً عن كونهم عرفوا كل لغتهم وعلموها وتمدنوا لم تزل التخاريف ببلادهم فانهم مع ادعائهم التمدن لو يجتنبوا بعض الاعتقادات الفاسدة التي تنتزه الشرق عن مثلها ومن انكر هذا القول نقص عليه العادة الغربية المقابلة للعادة الشرقية التي اسلفنا ذكرها وهي اذا عمل احد الغربيين وليمة ودعا اليها احد ابتداء قبل الاكل بتعدادهم فان كل عددهم اقل او اكثر من ثلاثة عشر تماماً لا يتقدمون للاكل حتى ينقصوا او يزيدوا فاذا راى صاحب الوليمة انه لا يمكن ان يخرج احد المدعويين التزم بالجلوس في محل اخر بعيد عن مكانهم حتى ياكلوا وليس عندهم من يؤانسهم والسبب في عدم تقدمهم كلهم للاكل عند ذلك انهم يعتقدون حلول المصائب بمن دعاهم اذا كان العدد ثلاثة عشر فهل لا نجل الشرقيين عن مثل هذه العادة القبيحة نعم نعم فانهم لو سمعوا بها لاشمأزت نفوسهم من هذا الاعتقاد الاطل اذ انهم يعلمون انه اذا جاء

اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون

فانظر ايها الانسان الكامل الى هاتين العادتين وحدثنا ايهما تستحسن لنكون مشاركين لك في أي الصفتين تشاء فالتمدن اليوم هكذا هكذا والا فلالا

كتبه ولدكم مصطفى ماهر