ويعم التعليم وتحفظ الصناعة وتفتح ابواب الثروة وتصبح البلاد مسكن ادباء ومأوى نبهاء
ذ وماذا يعلم في هذه المكاتب من الفنون
ن يعلم فن القرأة والكتابة وتهذب الاخلاق والحساب والجغرافيا واصول الدين واللغة العربية ومقدمات الهندسة والتاريخ
ذ وماذا علينا لو اجتمعت امراءنا ووجهاؤنا وعقدوا جمعيات تفتح مدراس للصناعة في المراكز العظيمة ليكون التقدم من طريقين لامن طريق واحد
ن لاأظمن لك هذه الامنية الان فان الانهماك في اللذات والحرص على الابهة ونفخة الاعجاب واستحسان استخدام الفقراء واستعبادهم بلقمة او شربة او ثوب يحول بيننا وبينها.
اللهم الا اذا عم التعليم وغرست الوطنية في المتعلمين وحفظوا التاريخ وعلموا موجبات الثروة فان ذلك يرجى من وجهائم واعيانهم لا وجهائنا واعياننا المغرمين بالرفاهية
١ اراك يائسا من مساعدة الاغنياء على احياء الصناعة
ن ان شئت فانظر الى نفسك او الى العظم منهم تجد وفرشة وامتعته واوانيه بل وماكوله ومشروبه وتحفه ومركوبه من مصنوع غير بلاده ولو دخلت بيت أي عظيم فلا تقع عينك على شي من بلادك فلو تدبروا لعلموا انهم حولوا ثروة بلادهم في احياء صنعة بلادهم. مثلاً ترى العظيم منهم وتهاونهم في احياء. مثلاً ترى العظيم منهم يبيع رطل القطن بقرشين ويشتريه مشغولاً بجنيه فلو صنع في بلاده لا نتفع منه جملة صناع وربح منه ماخسره الان وكل هذا بمرئ منهم معلم ومع ذلك فلم نرَ من تحركت فيه غيرة الوطنية او حمية الجنسية وتذاكر مع امثاله في هذا الامر الجليل. ومع ذلك فاني اجاريك في افكارك وانتظر معك زمناً ليفيم احدنا الحجة على رفيقه بما يراه
ن قد طالت مدة المحاورة فقم بنا نتريض بمطالعة كتاب ونعود للشرح في جلسة اخرى
ذ شغفي بما يقدم بلادي ويحفظ ناموس حياتها يلزمني ان اثقل عليك بطلب الشرح الان لاتروح بالسماع وان فاتني العمل
ن معنا من يرى من تراه ومن لم يره ومن التهذيب ان يعامل الانسان جلساه بما يحبون فانتظر الدرس الثاني
[نهاية البلادة]
كلها عيشة وآخرها الموت
قص علينا احد النبهاء المهذبين قصة بليد ماسمعنا بمثلها ولا رايناها في كتاب فنحن ننشرها على اخواننا الشرقيين حذراً من الوقوع في مثلها اعاذنا الله: قال هذا المهذب سافرت من بلدي الى قرية استقضى ديناً لي عند احد مشايخها فلما انخت الرحل قابلني بالسلام والترحاب وادخلني منزله الرحب