قبل ان يشتغل فكره بالعقليات لترسخ قدمه في طريق المذهب فلا تزحزحه العقليات عند لاشتغال بها ثم يذكر له بدءه وكيف كان مجيئه والحد الذي وصل اليه بحيث لايخرج به الى حد يسخر فيه بغيره او ينتقص ملتزمه فراراً من العداوة الابدية ويبين له قبح الانتقال وعواقب التهاون ويبعث فيه روحاً به يعاشر كل انسان ويعامل كل موجود بلا تظاهر ولا تفاخر فيحفظ وحدة الاجتماع بالمذهب ويبلغ درجة الكمال بحفظ نظام العالم
ذ ما اجل هذا التهذيب لو رسخ في اذهاننا فما حده من جهة الوطنية
ن حده ان يصور معنى الوطنية في صورة غذاء ينتفع به جميع الجسم بحيث لايترك عرقاً من عروقه الا وقد اجرى فيه ماء الوطنية التي هي حفظ البلاد ولغتها وعادتها الجميلة وتوسيع العمران بالصنائع والمعارف والامن والثروة وموته في تربتها كما نشاً فيها ثم يذكر له فضل غيرها ويشرح له حالتها ويرسم له صورتها ويبين له اخلاق اهلها ويحثه على اتباع الجميل منها ويحذره من التلبس بالقبيح ويوقفه على الامور التي تميت الوطنية وتعدمها لئلا يقع فيها من حيث لايشعر ويحسن له السياحة لفائدة يعرفها وثمرة يعود بها الى بلاده ويلزمه بخالطة الغير مخالطة لا تمس الوطنية ولا تمكنه من التدخل في امورها بما يحول السلطة اليه. ويعرفه قدر حكومته والحرص على تخليدها وتأييد صولتها ويحذره من التهاون في شأنها والخروج عليها والتشيع لغيرها بالغرور والتهافت على الظواهر لتبقى الوطنية خالدة باهلها وحكومتها
ذ ما اجل هذه الطرق والعمل بها غير اني اسألك عن امر هو اننا متمكنون من الاساندة الموصوفين بما ذكرت فلو ادرنا مدارسنا على هذا النظام البديع ماذا نصنع فيمن يتعلم العلوم فاننا لو فرضنا ان المدرسة عشرة الاف تلميذ وان الناجح منهم خمسة الاف فاين نستخدمهم انطرد الموجودين في الخدمه وهم لا يعرفون غيرها ام تحدث لهم اشغالاً تضعف ماليتنا ام ماذا
ن طريقة التعليم باستغراق اوقات التلميذ في المدرسة مضرة من وجهين الاول عدم تعميم فن القرأة والكتابة الا في ازمان طويلة (وحركة العالم الآن لا يمكننا من الصبر حتى نصل اليها) الثاني اذا كان التعليم قاصراً على اللغات فان التلميذ يضيع في كبره لعدم معرفته مايكتسب به ويستحيل علينا جعل الطب والهندسة صناعة لكل تلميذ. فلم يبق الا طريقة المزج
ذ ماهي طريقة المزج التي تراها
ن هي ان تجتمع الامة بارشاد الحكومة ومساعدتها على فتح مكاتب ابتدائية في المدن والقرى على نفقة اهلها وتلزم كل والد بارسال ولده الى المكتب يقيم فيه نصف النهار والنصف الثاني يشتغل بصنعة ابيه وفي كل سنة تنظر الكومة في جداول الامتحان وتاخذ
من المجموع ما تراه متاهلاً للعلوم العالية فتخف النفقة عليها