النبلاء التقط من فضلات دور الفاظهم وغرر كلامهم المهدي لكل ضال والمنبه لكل غافل متمثلاً بقول الشاعر
لاستسهلن الصعب او ادرك المنى ... فما انقادت الآمال الاّ لصابر
وان جريدتكم قد اكتسبت نقطة بيضاء غير نقطها الجمة بسلوكها في هذه الطريق الحميده وما ذلك الا بعنايتكم فانكم لاتألون جهداً في نشر ما يعود بالفائدة على الوطن ونحن نتأمل في نبهاء بلادنا (وما هم بقليل) ان يكون لهم اسوة بالاستاذ صاحب اللغز في نشر مثل هذه الالغاز لانها اعظم معين على توقد الفكر ولذا نرى ان جرائد اوروبا لا يخلو في الغالب عدد منها من الالغاز تنشرها لتنور عقول العالم بها فان كل الاهالي من عظيم وحقير يلزمون المنازل منفردين بجرائدهم يجيلون الطرف في الالغاز حتى يقفوا على معناها وحينيذٍ يرسلون بها لادارة الجريدة وفي هذا نفع كبير من وجهين الاول ان يمنع من اتيان الفسوق ويلهي عن الافعال الذميمة والثاني ان يزيد في تنوير العقول بالانهماك في ادراك المعنى لتزداد القوة في اللغة والفراسة. فلا نلبث ان نرى كل اهل بلادنا قادرين على تفسير اصعب لغز ولا يكون ذلك الا بالانتباه والبحث الشديد وها قد فتح لنا حضرة الاستاذ صاحب اللغز هذا الباب فلم يبقَ على فظنائنا الا الولوج فيه مؤنمين به ولم الشكر الدائم
وها هو ما وصلت اليه قريحتي الضعيفة من تفسير ذاك اللغز
ان الله تبارك وتعالى قد شرف المشير بغير بنان اذ ذكره في كتابه العزيز في اواخر سورة يسين (التي اشار اليها الاستاذ في لغزه) قال الذي جعل لكم من الشجر الاخضر ناراً فاذا انتم منه توقدون فيستدل من هذه الآبة الشريفة على نفع هذا النذير بغير لسان كيف لاومنه جعلت النار وهي احدى العناصر التي عليها حياة الانسان والارض والبلاد
والشجر هو زينة الارض وروحها فانه مانبت بارض الا زادها رونقاً وبهجة وجلب عليها الخير فهو روح المعيشة وعليه مدار الحياة وكفى بذلك شهيداً على فضله ونفعه للانسان
كتبه ولدكم مصطفى ماهر
[رواية الكونت مونغوميري]
رواية فريدة في بابها قل ان ينسج ناسج على منوالها عرّبها من الفرنسوية الكاتب البليغ المتفنن حضرة قيصر افندي زينيه فنقلها جريدة الاهرام الوضاء شذرات متتابعة ثم اعتنى حضرة صاحب الجريدة المذكورات بجمعها بعد ذاك التفريق فاكتست يذلك رونقاً جديداً وقد اهدانا منها نسخة فكررنا قراءتها علماً بان المكرر احلى وعلى هذا نحث احياء الآداب على اقتنائها ومطالعتها ترويجاً للاذهان وتنبيهاً للافكار