ينتهي نسب هذا السيد الهمام الى سيدنا ومولانا الحسين بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت ولادته في شهر صفر سنة ١٢٥٧ هجرية في بلد اسمه (هزية رزنة من اعمال مديرية الشرقية من البلاد المصرية ونشاء بين اهله فيها وحفظ القرآن المجيد وتعلم العلوم الدينية وكان يحب العسكرية ويفرح بروية الجهادي عندما يراه ماراً عليه او زائراً بلده ولم يزل هذا الحب يعظم عنده حتى انتظم في سلك العسكرية في شهر صفر سنة ١٢٧١ في عهد المغفور له المرحوم محمد سعيد باشا وتخرج في فنونها وبرع فيها ولازم دراسة القوانين والمنشورات مع الجد في اتنان الحركات العسكرية والاشكال الدفاعيه وغيرها مما يقتضيه مقام الجهادي حتى نال رتبة القائمقام في شهر ربيع الاول سنة ١٢١٧ وبقي بتلك الرتبة في حالة الجد والنشاط الى ان خلع الخديو السابق وكان دائم الفكر في اهل بلاده ناقما على الاستبداد واهله راجياً وصول اهله الى الحرية ولكنه امتثالاً للاوامر الالهية مع ميله للسكون وراحة البلاد كان يتجرع الغصص ويطوي على نار المظالم كشحا حتى ترقى الى رتبة الميرالاي في رجب سنة ١٢٩٦ النظر في اعمال الحكام واستبدادهم فرأى ان لا نجاة من هذا الاستعباد الا بفتح مجالس الشورى فاجتمعت كلمته مع اخوانه الامراء علي بك فهمي وعبد العال بك حلمي واحمد بك عبد الغفار واتحدوا على المطالبة بحقوق الامة وعندما شعر بذلك رئيس النظار سعى في اعدامهم في الواقعة المشهورة بقصر النيل عندما طلبوا بمجلس العسكرية وحكم عليهم بالنفي ووضعوا في السجن فما احس بذلك الفتى الحر الغيور على اخوته صاحب الحماسة والفراسة محمد افندي عبيد البيكاشي بالالاي الاول قام عساكر الالاي وهجم على السجن وكسر بابه وشبابيكه واستقذ امراء الالايات بالقوة القهرية وقد كانت هذه الواقعة سبباً عظيماً في جمع قلوب العساكر والضباط الفخام حتى تمت لهم واقعة يوم الجمعة ١٥ شوال سنة ١٢٩٨ ولها مقدمات بطول ذكرها فخص الوطن مع اخوانه من الاستبداد واطلقوا حرية الاهالي وفتحوا مجلس النواب واسقطوا الوزارة وقرروا قانون لجهادية الجديد) وهو طويل القامة معتدل الجسم دقيق الحاجبين عظيم الجبهة واسع الصدر ضخم الذراعين يغلب عليه السكون والحلم
الشديد لتمسك بالدين يؤدي الفروض في اوقاتها كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حسن الاعتقاد متفقة في الدين واسعاً محب لسماع الايات القرانية والاحاديث النبويةلا يفعل شيئاً مما نهى الله عنه من المحرمات متواضع خاشع يميل للانكسار مغرم بحب الوطن ورجاله دائم التمدح باهله واعمالهم وعوائدهم لا بقحش