للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ٢٨٤ -

الرصيف ومحلات المحطة حتى كان المديرية لم يبقى فيها ذو احساس الا حضر يسلم على

البطل المقدام ولم تستقر قدمنا حتى وزعت باقات الورود على العساكر والحاضرين ودارت الكؤوس السكرية على الجميع ونثر في العربيات مقدار عظيم من البلح العامري بحيث كان يرمى بالمفاطف وقد قام بهذا المصرف حضرة الوجيه عزتلو امين بك الشمسي ثم ابتدا مقدامنا وخطيبنا الخطابة وارتجل وقال

سادتي

اخوكم في الوطنية واسمي احمد عرابي ولدت في بلدة (هرية رزنة) من بلاد الشرقية هذه فانا واقف الان في ارض نشأتي بين يدي اهلي وقد بلغكم ما تطلبناه من قطع عرق الاستبداد وتحرير البلاد واهلها وبعناية الله منحنا مولانا الخديوي هذه الامنية ونحن لم نخرج عصياناً ولا تظاهراً وانما سرت الجيوش ووقفت بين يديه وقفة الطالب الراجي كرم مولاه فلا تعولوا على الاراجيف واشاعة اهل الفساد واعلموا ان البلاد محتاجة للخدمة بالقوة والفكر والعمل اما القوة فنحن رجالها ولا ننثني عن عزمنا وفي الجسم نفس واما الفكر فهو منوط باميرنا الاعظم ووزائه الفخام وهم لا يهناء لهم عيش الا اذا طاب لنا ولا يدركون الراحة الا بامننا فهم يسهرون الليل ويقطعون النهار في حفظ الامة وسلامتها من العوارض واما العمل فهو منوط بكم فان القوة والفكر يعطلان بفقد ثروة البلاد فاجتهدوا في خدمة ارضكم فان الممالك تدرك ثروتها من معادنها ونحن عندنا المعدن الذي لا ينقص بالاخذ منه وهي تربتنا الطيبة المباركة وقد طلبنا لكم مجلس الشورى لتكون الامور منوطة باهلها والحقوق محفوظة وهذه نعمة كبرى نشكر الله عليها كما نشكره على نجاة الوطن واهله من العبودية ونحمده على سلامة باطن اميرنا المعظم وخديوينا الافخم ايده الله

فكثر تصفيق الاستحسان ثم نادى الجميع باسمي فخطبتهم بما لا اذكره الان ولوعبرت معناه لضاق صدر الصحيفة واسنعادوني بعد الفراغ فعدت وخطبت بحفظ وحدة الاتحاد وهنأت بالفوز بالحرية والنداء بها في المحافل بعد ان كنا لا نذكرها الا في الخطوات ثم اكدت بطلب الراحة والخضوع لاميرنا والتمسك بحبه والسعي في تأييد كلمته والدعاء لرجالنا الكرام القايميين باعباء السياسة ورد حيل المحتالين من رجال السياسة وكان الولبور القائم لمصر قد استعد للسفر فودعتهم قائلاً

اودعكم والله يعلم انني ... اود بقائي بين ليث واشبال

فسيروا بلغتم قصدكم ومرادكم ... ودمتم الى الاوطان عونا على الحال. ي