للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ١٤٦ -

فسقطت النار منه على الارض فتناولها مولع السجارة بيده ليضعها في محلها كما كانت ففي اسرع من البرق قبض الافيونجي على يد ذاك المسكين والجمرة فيها وصار يضغط عليها قائلا لالا استغفر الله استغفر الله العفو يا سيدي لا ينبغي ذلك ابداً والرجل يتغيث من الم النار التي احرقت يده واكلت اصابعه حتى انها طفئت في يده بعد ان اتلفها فكان في ذلك تمام كيف الافيونجي وتشفيه ممن عكنن عليه ونغض عيشه قاتله الله

ومنهم من اذا اراد احد ان يولع السجارة من شبكه يضربه بالشبك حتى يكسره عليه اذا كان المولع فقيراً مسكيناً اما اذا كان من المعتبرين فلا يستطيع ضربه ولذلك يمسك الشبك بيده ويكسره قطعاً ويرميه ويظل كئيباً حزيناً خزاه الله

وهكذا من امثال هذه الاحوال التي تنفر الطباع وتشمئز منها النفوس وتفضي بصاحبها الى الهلاك مع ما تكسبه من شراسة الاخلاق وتعينه على التعاظم والكبر فيعيش بين الناس ممقوتاً فاقد العقل والحواس هذا مما يختص بتعاطي الافيون الذي هو اهون بالنسبة لغيره من باقي المكيفات مثل المكسرات بانواعها والحشيشة بفروعها فان في ذلك الطامة الكبرى والبلوة العظى ولا حاجة الى ذكر شيء من رذائلها وقبايحها فقد سارت بذكرها الركبان وانتشرت فظائعها في كل مكان فيا ايها الاخوان اما آن لنا ان نقلع عن هذه المنكرات ونسلك جادة الجد ونتحلى بالكمالات ونحرص على حفظ انوار عقولنا فان ذهاب العقل باستعمال المكيفات (ع. ع)

[عادة شرقية ومقابلتها غربية]

جرت عادة المصريين انهم اذا رأوا ميتاً غريباً في الطريق يأخذونه ويفعلون به مايفعلونه في موتاهم وان لم تساعدهم الحكومة على اخذه واخذته هي فعلت به ماكانوا يفعلون وعلى أي حل فانه يدفن مع الاعتبار والمحافظة على جثته. وعادة الانكليز ان الرجل الفقير اذا اتفق لهُ انه تأخر عن عمله ساعة وتوجه الفبريقة ولم يجد محلاً يشتغل فيه ايقن يكفيه يومين بل يحصل قوته يوماً فيوماً فاذا تحقق انهُ لم يجد محلاً غيره طلع على اعلى سطح والقى نفسه في الشارع فينزل قطعاً مبددة فتأتي عربية الزبالة وتأخذه مع القمامة وتسلمه في قطر السكة الحديدية لتلقيه في بحر المنس طعمة للاسماك الكبيرة لتلزم البر حتى لا يتكلف الناس صيدها من وسط البحر لاستخراج دهنها وعظامها وقد لايخلو يوم من موت الفقراء بهذه الحالة فان الاغنياء لا يعرفون الفقير الا عاملاً ولقد مر جماعة من المصريين في شوارع. لو ندرة فرأوا نساء نائمات على الثلج لايجدن ما يستترن به ولا تعطف عليهن الاغنياء فان الغني اذا بلغ درجة (اللورد) حرم عليه مخاطبة من ليس بلورد فلا يصافح فقيراً ولا