عن الامة والوطن بما لا نترك معه لقائل مقالا ولا لجائل في مذمتنا مجالا فما هي الا افكار حرة والسنة مرة لو طعمها الموسيو شارم وامثاله لعلموا ان لنا نفوساً ابية وحقوقاً مدنية وواجبات وطنية تكلفنا رد سهام العدو في نحره ولا نعدم من اخواننا محرري الجرائد العربية الوطنية فصولا تردع هذا الغبي عن غيه فلا نرى منه بعد ذلك غير الاعتراف بالحق ليكون من المذعنين)
[ليالى الانس]
اقص على اخواني المصريين وقراء جريدتنا في الهند والشام وزنجبار والاقطار الحجازية خبر ليلة امس احتفل بها حضرة السيد الهمام صاحب العزة امين بك الشمسي فحضرها نحو ستة الاف رجل من وطنيين واجانب وهي ليلة اعتادها هذا الهمام كل عام ولكنها لم تكن بما اتصفت به هذا العام فانه دعا اليها الفارس المقدام والبطل الهمام صاحب العزة احمد بك عرابي وجملة من الفوارس ضابط الالاي الرابع فحضروا من راس الوادي الى الزقازيق (مركز مديرية الشرقية) وكذلك دعا هذا العاجز محرر الجريدة (عبد الله نديم) من مصر وكان الاحتفال على هذا الترتيب
في الساعة الثامنة من يوم الاحد ٢٢ القعدة سنة ٩٨ وصلنا محطة الزقازيق فوجدنا الناس ينتظرون قدوم الوابور وبعد برهة من وصول وابورنا وصل الوابور الحامل لحامي الوطنية ونائب جيشنا المصري صديقي الابر صاحب العزة احمد بك عرابي واخواني رجال الغيرة والحمية ضباط الالاي فوقف الناس صفوفاً ومررنا من وسطهم وهذا البطل يسلم عليهم ويبش في وجوههم حتى وصلنا الذهبية (مركب مزينة) فسارت بنا والالوف من الناس تسير بسيرها علىالبرين حتى وصلنا منزل الهمام الجليل امين بك الشمسي فوجدناه مزداناً بكثير من الرايات والاعلام وقد صفت الكراسي والدكك واخذ الناس يصافحون هذا الفارس ويسلمون عليه وازدحمت الرحبة ازدحاماً لم يسبق له نظير في الزقازيق ثم بعد ان اخذ الناس راحتهم مدت موائد الطعام وقام اليها الناس من سائر الاجناس وبعدها اخذوا يتبادلون الفاظ التهاني واوقدت الشموع والفوانيس والنجف (الثريات) وقد جلس في صدر المجلس كل من السيد الهمام صاحب السعادة والسيادة سليمان باشا اباظه وذي السعادة مصطفى باشا نائلي وذي السعادة احمد بك اباظه وذي السعادة ادريس بك وفي وسطهم كوكب سماء هذه الليلة الجليلة فارسنا الوطني احمد بك عرابي وبجانبه خادم اخوانه محرر هذه الكلمات وامام هذا الصدر الضباط الفخام وبجوارهم اعيان البندر وعمد البلاد وخلفهم الناس على اختلاف اجناسهم وطبقاتهم وكثير من ارباب الاشائر والطرق باعلامهم وطبولهم فلما انتظم المحفل على هذا النظام البديع نوديت للخطابة فلم اجرأ عليها باديء بدء مع