من خلف ستارة بابك. وحلول دولة اورباوية في الشام او غيرها من ممالك دولتنا العلية ابعد الىالفهم من تصور المستحيل فقد تعبت اوروبا في القاء الدسائس حتى صار كل شرقي على يقين من اطماعها وعلم بحيلها فهم يسمعون ممن يجوسون الديار الكلام ويعدونه من باب الكلام عزيف الجن او رجع الصدى فبل منديلك بعرق خجلك وامسح به رمص عينيك لعلك تبصر هيئة الشرقي وما هو عليه الآن
قال الحقود. واصناف العرب منفصلون باسباب دينية او تاريخية ويبغضون بعضهم بغضاً مزيد عليه ولا يمكن اصلاحهم الا بالترك فان التركي يعامل العربي النصراني برفق كما يعامل المسلم واما العربي فان ما عنده من التعصب والغيظ من العربي النصراني لا يمكن وصفه
اقول. ما العب الافكار بقلمك ياشلرم فانها احفته في ذم سياسة الترك مع المسيحيين وجعلهاحجة للتداخل الاوروبي بل للحرب العائلة التي اثارتها التعصب واراك الان تتوصل لذم العرب يمدح الترك تدرجا منك لايقاع العداوة والبغضا ولكنك نفخت في قضاء وتكلمت في بئر. ترمي العرب بالتعصب الديني او التاريخي وتجعله سبباً لتعدد ممالكهم وتغفل عن تعدد ممالك اوروبا واسبابه وهل نسمت دولة الا بتعصبها لجنسها او وطنها او دينها والا بان لم تكن هذه علة استقلال الممالك كان الناس امة واحدة. فافتنا ايها الموسيو عن سبب استقلال فرانسا واختصاصها بهذا الاسم هل هو كونها نوعا غير الانسان وما تجيينا به عنها نجعله جواباً لغيرها من الدول. على انن لو تتبعنا فتن الشرق واسباب اختلافه لوجدناها ناشئة عن دسائس اورباوية فانت ترمينا بما ابتليتم به وتنسب الينا ما اختصصتم به. فاننا لم نطرد من بلادنا بل من الشرق اهل مذهب وان اضروا بسياستنا كما طردتم الجوزيت والزمتموهم بترك املاكهم ومدارسهم بلا حق سوى التعصب ولم نضر بجيراننا كما اخربتم بلاد تونس وقتلتم رجالها وهتكتن اعراضها بلا موجب غير الطمع وعدم التعود على حفظ الجوار والتمسك بالعهود. اي تعصب عند العربي للنصراني وبغض وكراهة كما تزعم وانت ترى مساكننا متخللة باهل المذهبين يتبادلون الانس ويتمتعون بحسن المعاملة. هل سمعت بمرسلين من العرب يسوحون اوربا لافساد عقائد اهلها كما تدور مرسلوكم في
بلاد الشرق عموماً تدعو الى الدين وتصرف الملايين من النقود لافساد عقائد المسلمين وغيرهم. ابعد هذا يصح لاوروباوي دعوى تعصب المسلمين وهم القارون في ارضهم المكرمون لنزلائهم الصابرون على مخاثلة اوربا ورميهم بما لم يوجد الا في الافرنج من التعصب للجنس والدين.
(سنأتي في العدد الآتي على تتمة الرد على الموسيو شارم فان حق الوطنية يلزمنا المدافعة