رسالة لاحد ابنائنا وما حرصنا على نشر صدرها مع النادرة التي فيها الا لنشر فضل الابناء النجبا فان هذا الملحوظ برعاية الله تعالى في سن الخامسة عشر من عمره المبارك ولم ياخذ اكثر من عشرين درساً في الانشاء فنحن ننشر رسالته بحروفها لتقف الاباء على سر الابناء وتعلم كيف يثمر التعليم الحر في المدة الوجيزة قال حفظه الله
غارس بذر معارفي استاذي الفاضل ايده الله هنيئاً لك ايها المجد في تمدين وطنك بما قدمت يداك من الاعمال الخيرية التي شهد بها الوجود فانعم بك من وطني يصرف حياته فيما يخلد ذكر الوطنية ويحفظ نظام امتها وانعم بحريتك من مهذبة للاخلاق فسنرى ان شاء الله من ثمرتها في وقت قريب مالم يكن يخطر على بالنا ان نحصله في اجيال عديدة جزيت خيراً عن الانسانية وعن المصريين الذين نسعى في رفع لوائهم على منار العلوم لينافسوا باقي الامم في التمدن والمعارف فوحق الانسانية وعزة الوطنية لقد خلدت لك اسماً في صفحات الدهر يدوم ما دام على وجه الكرة مننفس وذكرك قد ملاه الشرق عموماً حتى لم يبق في قطرنا احد الا وهو يعرفك حق المعرفة وان لم يرك وحق الآداب وناصريها انه لايمر بي يوم الا وارى الناس تلهج باسمك وبايديهم جريدتك يقرو منها بتلهف وتغنى طرباً لما فيها من الحكم والمواعظ مقسمين بان يسعوا جميعاً في اجتناب عوائدهم الذميمة والخرافات التي شب بعضهم عليها وبعض شاب عاملين بما يشير به التبكيت صاغين لما فيه باكين على احوالهم الماضية وما كان يعقبها من المضرات ان لم يسخر لهم الانسان هذا القطر الذي فطر على حب الوطن يريهم ما يجب عليهم فعله وينهاهم عن الخرافات والترهات لاسيما قرآة قصص التخريف فانها سبب التاخير والفقر كما يظهر من نادرة حصلت في ثغرنا ابعث بها لحضرتكم آملا ان تحوز قبولاً وتتشرف يدرج بعض كلمات منها في جريدتكم العالية الشان ردعاً لاصحاب التخريف وتبكيتاً لهم وهي كان لاحد المخرفين المولعين بقصة عنترة فلوكة فسماها باسم امرأة فارس عبس عبلة لشدة حبه لها وبنما هو ينظفها ذات يوم وجد بها كسراً فبحث على قلفاظ يرممها لهُ فلم يجد بعد تعب شديد فالتزم بالعرض الى الترسخانة يطلب منها احد قلافطتها فامرت لهُ بواحد منهم فاخذه واراه الفلوكة فاتى القلفاط بما يلزمه من العدة وشرع يصلح الفلوكة فسأله صاحبها عن اسمه فاجابه ان اسمه عمارة وحينما سمع ذلك استشاط المخرف غيظاً وقفز قفرة امسك فيها
يده وامره بالقيام وعدم القرب من الفلوكة وقال لهُ اني اموت فقراً احسن من ان ادعك ياندل تقرب منها فيهت الرجل وحار في امره وقال لهُ ماذا فعلت من الامور الموجبة لغضبك او لم تأت بي لتصليح هذه