زوجتك معك في المجامع والطرقات وادخل بها محلات الرقص ومجالس الشبان وعرفها بهم كل انسان باسمه وهذا هو الدرس الاول فان عملتما به علمتكما درسا آخر وهكذا حتى تتمدنا فقال له احدهما ياحاهل ياغبي هذا هو التوحش بعينه بل الخروج من طور الانسانية الى البهيمية ظنناك عاقلاً عالماً مهذباً فاذا انت عدو للانسانية جاهل بالوطنية فارغ من الادراك التمدن ايها الضال هو الاشتغال بالعلوم والبحث فيها ووقوف كل انسان عند حده ومحافظته على العادات الجميلة والتمسك بمعتقد طائفته وترك الخرافات والبعد عن الافعال الذميمة ومسايرة الكبير وملاطفة الصغير ورحمة الفقير ونصح الغني وايقاظ الامير وتنبيه الغافل وترك التعصب على من خالفك في المذهب او غايرك في الجنسية والسعي خلف الاصلاح وتاييد لغة البلاد وحفظها من الدخيل ومما
يفسدها والنظر فيما يريده الغير منا وما يوجه اليه افكاره من اماكننا وبذل المال في تعظيم ثروة هيئتنا الاجتماعية والحرص على سماع كل مايختص بمصالحنا فما يشير الغير باشارة او يطرف بعين الا كنا على علم مايريد وحذر مما يراد وتعميم التعليم لابنائنا حتى لا نرى اميا ولا جاهلا بالمعارف وتشييد المعالم التي تشهد باعمالنا وحفظ الاثار التي تدل على تقدم ابائنا ورفع كل نقيصة تخدش الشرف او تضعف الوطنية او توهن قدر البلاد او توجب احتقارنا عند العالم او تنزل بنا الى درجة يرمينا فيها الغير بالجهالة والخشونة فان كنت تعتقد ان التمدن ما انت فيه فانك اجنبي من البلاد بعيد من الدين عدو للجنسية بغيض للانسانية لا اهل ابقيت ولا غريب عرفت وما اوقعت في هذه المحذورات الا جهلك بالعاقبة فان جهل العواقب جالب العواطب
[النجم ذو الذنب]
طلب منا صديقنا الابر محرر المحروسة الغراء شرح الخرافات في شأن النجم ذي الذنب وقصد بذلك اظهار الحقيقة وابطال قول المخرفين لطهارة عقول الشرقيين مما يدنس شرف ذكائهم ولكون الخرافات عامة في كل امة والعادات القبيحة مختلفة باختلاف الجنسية والمواقع فقد اخترنا ان نعد في جريدتنا محلاً لذكر خرافة شرقية وخرافة غربية وعادة شرقية وعادة غربية نفكه بها قراء الجريدة ليعلموا الفرق بين الشرقيين والغربيين فكم في الغرب خرافات لايصدق بها مجنون الشرق وعادات لا يرضاها متوحش العرب ولكن نظافة الثياب وطول القبعة وعذوبة لفظ جرائدهم تبرئهم من كل عيب وترمينا بكل رذيلة ونحن ناخذ كل ما جاء منهم بوجه الاستحسان ومقام صحيفتنا في بلادنا الا مقام جرائد التهذيب في اوروبا فانا التي ابطلت كثيرا من الخرافات والعادات بالتبكيت ولهذا طلب صديقنا شرح الحقيقة وابطال قول المخرفين فان هذا من خصائص جرائد التهذيب فلا يصدق عاقل