من ذلك فصارت النساء تسترضينها وهي لا ترضى ووعدتها المراة بانها ستلزم زوجها بمع الطبيب لترضى عنها فضحك (وهو السوداء) واستأذن للقيام ثم صرخت الجارية بصوت رفيع (مساء الخير عليكم) فاجبتها مساء الخير عليكم فسْألت احدى الحاضرات من هذه فاجابتها احداهن
هذه بنت الشيخ الذي كان هنا (وهي الجارية بعينها) فامرت صاحبة المنزل ابنتها بان تسلم على اختها بنت الشيخ فقامت البنت وسلمت عليها لانها لا تعتقد غبر ما تقول أمها فأجلستها الجارية في حجرها وقالت لها هل لك أن تعطيني ملء بزي (ثديها) ملبساً بقرش فأعطتها والدة البنت نصف
وينتو وتبعها على ذلك الحاضرات بدلا من الملبس (وهذا غاية مناها) فأخرجت الجارية من جيبها بعض القروش وفرقت منها على بعض من بالمجلس فلم تكف الكل فسألها الباقيات أن تعطيهن كما اعطت غيرهن للتبرك فأجابهن أنها لم تؤمر إلا بإعطاء ما فرقته ثم مددت نفسها فرجعت الى حالتها الأولى
قال الراوي وهو صاحب المنزل فلما انقضت تلك الليلة قصدت في الصباح زوج المرأة التي كانت تسأل عن دواء لأبنها وقصصت عليه ما جرى من زوجته مع الجارية فقال انها أخبرتني وسألتني إن لا آتي بعد بالطبيب فزجرتها عن ذلك وأفهمتها إنه تخريف
فمن لنا بمدرسة تهذيب فيها البنات حتى لا يسلكوا طريق الأمهات فلا تسمع بعد ذلك حديث خرافة
كتبه ولدكم مصطفى ماهر
[أخبار داخلية]
حارث عقول بعض المغفلين في صاحب التنكيت والتبكيت فقد رأوا أكاذيبهم لا تنفق بين العقلاء وإنهم كلما أفتروا فرية علم الناس مصدرها فأصبحوا في حيرة لا علم يردهم عن الجهالة ولا أدب يحفظهم من التحاسد ولا شرف يمنعهم من رمي البرآء وفي صدورهم غل وعلى أبصارهم غشاوة فهم لا يبصرون وانا فرح بوجود مثل هؤلاء اتسلى بتخريفهم واضحك على عقولهم واتصور بجهالتهم كل معنى التمسه في الحث على المعارف وطيها ولو عدم مثل هؤلاء لضاقت علينا القافية فنرجوهم أن لا يطيلوا الزمن بين الأكذوبة وأختها حتى لاننسى جهالنهم وسؤ حالتهم البهيمية كما اننا لا نتأثر ولا نغضب وإن سحبت باكاذيبهم التلغرافات لوندرة وباريس وهم أصحاب الفضل على كل حال فما عرف العالم الا بالجاهل ولا الصادق الا بالكاذب فلكل شيء ضد وبضدها نميز الاشياء