بكون له عندك واحد وثمانون جنيهاً فكيف جعلته مديناً بمائتين وعشرة ونصف بعد ذلك أن هذا لهو السلب بلا خوف.
التاجر: يا خبيبي الزارع خمار وأنا إذا كان موش يعمل كده موش لازم يجي تاجر بنكرجي بعد خمسة سنة فقال النبيه قد تغيرت هيئتنا وتنبهت الحكومة أرجالها فهي تسعى في علم نظام يحفظ الحقوق ويمنع تعدي مثلك على هذا المسكين حتى لا يقع بعد ذل جاهل محتاج في يد محتال طامع.
[لا تصدقني ولو حلفت لك]
اتفق لأحد الغربيين أنه رأى رجلاً يعرف اللغة العربية في بلاده فأخذه في بيته والتزم خدمته وإكرامه ولزمه يتعلم منه اللغة فصدق معه العربي في الصحبة وأخلص معه في التعليم حتى برع ونبغ فانكب على كتب العرب يقرأها ويتمعن فيها حتى صار إماماً مبرزاً وعالماً فريداً فدعاه حبه لهذه اللغة وإعجابه بأهلها إلى الرحلة من بلاده واستيطان الشرق ليتمتع برؤية رجاله كما تمتع بلغتهم فلما حل بأحد البلدان العربية قوبل بالإكرام وأنزلوه المنزل الحسن فرأى من طلاقة وجههم وأمانتهم وصدق عبارتهم ما دعاه لإعمال كتاب في فضائل العرب ومناقبها وتاريخها وما لهم من الذكاء والشجاعة والحلم وغير ذلك من الأوصاف الحميدة وسهر الليالي الطوال في وضع هذا الكتاب العجيب ومشي فيه على طريقة حر لا يرى التعصب للجنسية ولا التشيع للمذهب وفي آخره قال تتبعت التواريخ وقرأت السير وجمعت ما دون منها بالعربي والأعجمية فعلمت منها أن للعرب فضلاً على سائر المسكونة بما فتحوه من باب الرحلة والسياحة أيام كانت كل أمة لا تتجاوز حدودها ولا تعرف غير أهلها وجاهدت نفسي في معرفة السابق على لغتهم من اللغات المستعملة الآن فلم أقف على أقدم منها ولا أوسع عبارة وأحسن لفظاً ووددت أني أنسب إليها وينسلخ عني عنوان أوروباوي لأنسب إلى ممن سبقوا العالم في طلب المعارف وأخضعوا كل جبار بقوتهم العجيبة ثم قال ومن العجائب إنهم بثوا التمدن في الوجود أيام تملكهم على الأقطار ثم صاروا أبغض الناس إلى كل متمدن ولقد صدقوا فيما قالوه من الحكم اتق شر من أحسنت إليه ولئن ظلموا في هذا البغض وتحامل عليهم كل إنسان فإني وضعت كتابي هذا فيما علمته من فضلهم ومقدارهم الجليل ليقال وجد في الدنيا أوروباوي مدح العرب وعرف قدرهم. . . أستغفر الله أراني خرجت عن حد الجنسية وتعصب أمثالي وهذا مما يشين مجدي فما تراه