نداء اخ قلبته يد الحوادث على مصائب الزمان وطاقت به الافكار في مشارق النوازل ومغاربها فساح كرة الظلم حاملاً اعباء العسف ممتطيا غارب الذل يسوقه الخسف ويحسبه الاستبداد ويسيره الاستعباد وقد بعدت الشقة وعظمت المشقة كلما ظمىء شرب من ماء الهوان وان جاع اطعم غسلين البغي وان نام سترته سحب السلب بظل النهب ونبهته شمس العدوان اذا طلع صبح الاذلال فيمشي في ارض البؤس لابساً نعلاً من رعب مرتدياً برداء الخوف يقوده امل النجاة ويعوقه قرب النفي وتوقع التشريد. وهو بين ذلك يخدم بلا اجر ويشتغل فيما لا ينتفع به ويغنم ما يوصله لمالكه ويغرس ماتنتظر ثمرته الجبابرة فاذا افلس من النقد وتجرد من الثياب ووقع في ايدي الفاقة قوبل بالصك وكوفىء بالسجن والزم بالكد وهو يعالج النفس بما يسد رمقها او يحفظ حياتها وكلنا ذاك الرجل وما نحن عن الظلمة بغافلين
افيقوا هداكم الله وانبثوا في الاندية والمحافل وغالبوا ذوي الافكار وتبادلوا المعاني السياسية واستكشفوا خباياها فقد اصبحنا سيرة تتحدث بنا الرجال وتتآمر على مساكننا وتتناضل في حقوقنا واغلبنا لا يعبا بتلك الافكار ولا يخشى من العواقيب غرورا منه برعاية بعض الدول او حرصها علينا وما هي الا خيالات تمر وتنقضي ونبقى في مخالب الاحتيال وما يمكن تلك الدول منا الا صمتنا وعدم البحث في امورنا وقد وصلنا خطة تقضي علينا بربط القلوب وجمع الكلمة الوطنية ومقابلة المستهزىء بنا بافكار لا يخطىء سهمها المرمى وعزم لا تبعد وثبته عن الفريسة. فلا نغتر بتمويهات الجرائد الافرنجية من التغرير بنا الى اظهار الحنق والبغض وابانة العداوة التي كانت تسترها سحب الاستغفال والاستدراج فهذه جريدة (الديبا) المطبوعة في باريس بعد ان كان لسانها لسان المحب وسيرها سير المشفق عند ما كنا نتطلع ذاك البرق الخلب من سماء افكار الكاتب المجيد خليل افندي غانم قد انعكس حالها وقلعت حلة الجمال التي كانت تستميلنا بها واظهرت ما تحته من درع الاحقاد ومنطقة البغضاء لما انعكست فيها ظلمات افكار الموسيو (شارم غبريال) الذي كانت تطنطن بذكره بعض جرائدنا وتتقرب الى مواليه بالنقل عنه او النسبة اليه. فهي تنزلنا منزلا لا يرضاه البهيم وتصفنا بما لا يتصف به برابرة القفار ولا المتوحشون في الفيافي.
واني ناقل لاخواني ما قالته تلك الجريدة تحت امضاء هذا العدو الالد ولطول العبارة اسردها جملاً متعقباً كل جملة بما ادافع به عن شرف الامة وما اتينه من فساد مخيلة هذه المغرور بمشورة صاحبة الذي لم يترك له في القلوب منزلا ولا في الالسنة ذكراً ولا في