لو قيل لك في وقفتك وقلت اشمعنه فقال لك عاجز وقليل الحيل لكان كفاية في هذا الباب فالاولى ان يكون التنكيت ادبياً وهو سياق الجد في معرض الهزل ولك ذوق تطبق مانقراه على ما تراه والقصد من الصحيفة التهذيب فتنبه
٢ سهرة الانطاع وعربي تفرنج تضرر منهما كثير من الناس
الجواب
عدم حصر رسائل الثناء على الصحيفة يكذب ما نقول ولا يتضرر من سهرة الانطاع الا من ألف المعاجين وهذا لاعلاج له فقد فسد فخة ثم هو القليل في عصر تحلت شبانه بالآداب وعربي تفرنج لايتضرر منها الا من اشتدت عنده كراهة بلاده وبغض لغته وقج مذهبه فهو يعادي من يذم تفرنجه. اما المهذبون من مواطنينا الذين سافروا الى اوروبا واكتسبوا فيها العلوم وجاءوا لنفع اوطانهم فهم العدد الكثير يدلنا على هذا الاطباء والمهندسون والكيماويون والقضاة والمترجمون الذين يصرفون معارفهم في خدمة بلادهم مع التمسك باللغة والمذهب والعادة وهم في مقام المدح من السابقين
[تسمية البهيم بالمتوحش]
ظلم من الانسان
ايها الكامن في جلد الانسانية
طالما قرأنا وسمعنا عبارات ملئت بها الكتب وضاقت بها اعمدة الجرائد تذم التوحش وترمي مرتكبه بفساد الاخلاق وفد الادراك غير اننا لم نقف على هذا التوحش ماهو ولا على الفرق بين التوحش الانساني والبهيمي ولا على من ارتكب التوحش اولا من القسمين. فقد جرت جياد البلاغة في ذمه وتقبيحه. وانطلقت الالسن تتبعها في ذم هذا المظلوم غير ناظره الى حامل فكيها ولا معترضة على مايجنيه ربها من ثمار اغراضه. ولابد للغافل من منبه وللضال من مرشد فالاذان مفتحة ولكن من ينطق وألاعين الناظره ولكن ماترى والافكار مهياءة ولكن الى ما. والالسن ناطقة ولكن بما. وهذا مما يطلب من اليراع شرح الحال ومن الاستاذة تلقين الانسان فقد شكا القلم شد الظماء وتالمت الدواة من طول مدة الحمل وكان المداد يصج ماء اسنا وامست الاوراق حشايا ومتكاءت. فرحمة هؤلاء الضعفاء من محاسن الاخلاق. وان ضقنا صدراً بما يسطره القلم وخشينا طول لسانه سمعنا منه مقالته الاولى وتاملناها فان ابلغ في