فقال ثمرته ان العرقي لايدخل به الانسان الجامع والاسرار يبقى شارب ويصلي والعرقي يقلب الدماغ والاسرار تروق الفكر وتخلي الانسان صنعه ومع ذلك فان كل الناس الان تتعاطى الاسرار فاذا كان التنكيت رايح يبطل الشغل ده تعيش الناس ازاي. الرطلين التي حرقهم المأمور كانوا على ذمة واحد عمده ومع ذلك لما رأت الناس التفات المأمور للحشاشين كشت وخافت وهجمت على الخمامير والكيف الموجود بالبندر تحول كله لميت غمر وصارت فيها الصهب والقهاوي مجالس عظيمة وعطلنا واضرارنا لايرضى احدا
وبعد جدال طويل معه بكلام يطول شرحه قال انا عاوز قرار بيدي حيث الجمعيه في انتظاري وكانوا عاوزين يبعتوني اسكندريه لحضرة صاحب التنكيت والحمد لله ربنا اخد بيد الغلابه وحضر فوعدناه خيراً تلطفا به وصرفا لافكاره ثم انصرف
واغرب من ذلك ان الحشاشين حضروا معه لباب البيت ولما اراد الدخول على المجلس صاروا يدعون لهُ ويقولون ادخل ياشيخ جمد قلبك وربنا ينصرك واوعا تتوه في الكلام
وخليك موزون
فمن رأى هذا الامر علم كيف تنورت الافكار حتى صارت الحشاشة تعقد جلسات في الجمعيات وتتذاكر في شؤونها وتعين زعيماً تعتمد عليه ويقف في محفل لايقل عن الخمسين ويتكلم بمعارفه ويشكو أمر جمعية التي كسد سوقه بحريق الحشيش وازدحام الناس على الخمارات خصوصاً شيخ هذه العصابة وفاتح باب قهاويها وما قوى قلب اخوانه وحملهم على الشكوى الا خطبته فيهم بضياع حقوقهم وكسر شرفهم ان تركوا قهاويهم بلا الحشاشون وان افادني هذا الزعيم ان الكل صاروا من الحشاشين فمن لم يشرب في القهوة شربه في الدوار او خزنة السلملك
[المتيم المتحوف]
رجل لطيف تعلم مسامرة الامراء وخدم العظماء منهم ورحل معهم في المملكة المصرية وغيرها وقطع مع كثيرمن امرائنا الكبار اوقات انس وليالي سرور وهو في اعتباره واحترامه واجلاله ولهذا المتحوف لسان عذب وتملق لطيف ولين جانب وخفة حركة شأن الحريص على حفظ مجالس الامراء والاعيان الا انه مع هذه الخدمة وسفره مع جملة من الامراء وغربته وتحمله المشاق في راحة مخدومه لم يتحصل منهم على كبير امر ولا بني له بيتاُ من مساعداتهم ولا اشتروا لهُ بعض الاطيان مقابلة خدمته واتعابه وانما كانوا يقتصرون معه على ثمن ما يقدمه اليهم ممن بديع صنعته وغريب بضاعته وربما ماطلوه احياناً