ثم اقلعت وانجلت السماء وصفا الجو ولا تظنوها فتنة او دسائس اجنبية فنكثروا من الكلام في غير طائل. فاتقوا الله في انفسكم واموالكم وبلادكم واعلموا انكم في ميدان ان
ثبتت فيه الاقدام تم النظام فارفعوا الاكف الى الله تعالى بالعناية واسالوه تاييدا وتثبيتاً وتضرعوا اليه في رفع كل نازلة نلم بنا وهو الحفيظ علي وعليكم اجمعين
وهكذا اتخطب القوم بالحوادث وطوارق الايام ولا تقف بفكرك على معنى دون اخر ولا مجال دون مجال فان هذا من عيوب البلغاء واجهد في صرف اوقاتك في الافادة او الاستفادة واخلص النصح لاخيك وارشده الى طرق الهداية وعرفه قدر وطنه وسيده وحذره من الخروج عن الحد او جلب الشر بما يظنه خيراً وكن في الهيئة الاجتماعية كخيط الحصير او عود السمر يوضع ليشد به او يشد عليه. فان انت حفظت هذا الدرس وعملت به كنت محبوباً عند مولاك مقرباً لاخوانك مألوفاً بين الناس فائزاً بغرضك وامنك باهل بلادك منصوراً على عدوك محفوظاً من كل اصابة فانك انتظمت في الهيئة الوطنية تحت رعاية المليك الموفق ابد الله ملكه واعز انصاره امين
(ت) اتركني اسبوعين حتى احفظ هذا ومتى اتقنته طلبت غيره من دروس التهذيب وكنت اظن ان التهذيب قاصراً على بعض تعريفات للطفل الصغير مثلي واذا به فن يحتاج لمجلدات ولكني سالزمه حتى اخذ عنك عدة دروس تنفعني وتنفع ولدي من بعدي
(ن) لك ذلك وانا حاضر بين يديك فمتى اشتاقت نفسك لقنتك حتى تتهذب ومتى تهذبت صرت انساناً فان الانسانية موقوفة على التهذيب
[صيام الشيخ عشماوي]
نقدم لاخواننا الاطباء وغيرهم من اهل الرياضة عجيبة يدرسونها ويفتونا بما يظهر لهم فيها من المشاهدات والتحقيقات وهي انه موجود بجروان (بلدة تابعة للمنوفية) من ارض مصر رجل اسمه عشماوي سنة الان ثمان وعشرون سنة تقريباً وكان قد مرض في الثامنة او التاسعة من عمره (شك منه) فبقي لا يعقل ولا يتكلم ولا يبصر شيئاً بل ذهل ذهولاً الزمه الفراش وعدم الحركة عامين وبعدها قام من هذه النومة وبرىء من مرضه واصبح لا يشتهي الطعام ولا الشراب فهو الان يقضي بقية عمره بلا اكل ولا شرب ولا بول ولا براز وقد سالته عن حالته في النوم فقال لي انه ينام كل يوم من ست ساعات لسبع او ثمان وقد اعقب ولدين مات احدهما والاخر موجود وهو متزوج ببنت سعيد كشك عمدة جروان وتقدم له ان الشيخ العروسي حجر عليه وحبسه شهرين لينظر حاله فلم يتأثر بطول المدة ولا تغير عن حاله وكثير من الناس اختبره بيومين وثلاثة واربعة وهو على هذا الصوم الغريب