كله بتحاسدنا ومبلنا للاجنبي وحسنا لكل ما جاء به وهذه مصر اقل درجة من اسكندرية وهذه الارياف شرحت لكم حالها وانظروا لما مات من الصنائع وابحثوا عن اهلها لتعلموا اهم في الاحياء ام صاروا مع الاموات
اين البنائون والتجارون والحدادون والبرادون والخراطون والمبلطون والمبيضون والحجارون والرمالون والمندجون والخياطون والعقادون والقصابون والقزازون والغزالون والصباغون والصائعون والحريريون والفوطية والنحاسون والقفاصون والفاخورية وغيرهم ممن لم يدخلوا تحت حصر اين اهل الطوائف والمهن والاشتغال المتجربة
تالله انهم في اماكنهم بين اعيننا لم تنزل عليهم صاعقة ولا خسفت بهم ارض ولا جهلوا الصنعة ولا قصروا في الخدمة وانما سلط عليهم الاغنياء فحاربوهم بسهام مسمومة حتى ماتوا فقد تركوهم يتكففون الابواب بعد الغنى ويلتمسون الاحسان بعد العز ومالوا للاجنبي يستخدمونه في اشغالهم ويشترون منه مصنوعه حتى فتحوا لهُ في بلاده معامل واصلحوا له مغارس وبقدر ما احيوا في بلاده اماتوا في بلادهم فاصبحت الديار ملآءى بالفقراء مزدحمة بالاذلاء وهم اهلنا الادنون ورجالنا المعروفون وابناءنا المدخرون بئست السيرة قوم لايتدبرون وساءت الحالة حالة امة لاتهتدي لصالحها ولا تقلع عن غيها ولا تنظر لاهلها بعين الاغاثة والاحياء. اترون الاجنبي يساعد الحكومة بماله اذا عدم الوطني ام ترون الغريب يدافع عن البلاد اذا دهمها العدو. باي وجه تقابلون في الوطن وتقولون انكم اهله وباي عذر تعتذرون للعالم اذا سود وجه التارخ بسيرتنا القبيحة ومتى نفيق من سكرة الغفلة وما بقى على حكومتنا الا ان تنبهنا بالعصا او توقظنا بالشمروخ ومن يحفظ لنا الثروة وقد صارت بيد الغريب وماذا يفيدنا التحاسد والاهمال وقد صرنا في كفة ميزان الوجود الراجحة وجميع العالم فوقنا ولسنا بزمن فتنة ولا ارض اعين رجال يدرمون عنا كل عدو دهمنا وقد فرغنا من شواغل الوجود ولم يبق علينا الا حفظ بلادنا والسعي في اعادة ثروتها واحياء اهلها وصناعتهم والتعاضد على الاتجار مع الوطنيين والسعي في رد الفائت والحرص على لباقي بايدينا فقد اشتغلت الجرائد بنا وباخبارنا وفتحت ملاعب الافكار
لتشخيص العقول مسائلنا في ميادين السياسة ونحن في بحار الغفلة غارقون خذوها نصيحة مصاب بالوطنية وتديروها فهي اطرب من النغمات والذ من الراح وسابسط لكم حال معتبرينا بسطاً غير هذه فان احوالنا كالحرباء تتلون بالوان شتى وجسمها واحد ونحن نختلف اختلافات كثيرة ومرجعنا الجهالة العمياء