القبائح سقت اليكم الداهية الدهياء النازلة العمياء (حماكم الله منها) لتساعدوني على دفعها بالعزائم والرقي فانها من الشياطين
تعلمون اني جاهدت في طريق الخير حتى اقتحمت المدرسة الخيرية الاسلامية ووقفت اخطب قومي بما لم يعلموه من قبل فسارع الى الانتظام معي كثير من ادباء ثغرنا ووجهائه واعيانه وبذلوا ما الهمهم الله به اعانة على تربية اليتيم وتعليم الفقير وقد صرفت قواي في تنظيم المدرسة وتحملت في بقائها من الاتعاب وسماع المكروه ما لا يتحمله انسان في فتح المدينة حتى صار بها اربعمائة وثمانون تلميذ اً منهم مائتان وثلاثة من الايتام والفقراء اكد عليهم كد الارملة التي مات زوجها عن عدة بنين فهي تسعى لقوتهم وتسهر في خدمتهم ولم ازل ساعياً فيما يحفظ نظامها حتى تعطف علي رئيس نظارنا الكرام ورتب لها مائتين وخمسين جنيهاً في كل عام بمساعدة ناظر معارفنا العمومية ووعدني انهُ يزيدني عن هذا القدر كلما احسنت العناية بالايتام والفقراء وقد رايت اني مضطر لنقود استحضر بها مكافأت للتلامذة فلم اكلف حضرات الاعضاء وهمت تشخيص رواية الوطن وطالع التوفيق لتذكار جلوس مولانا الخديوي وللحصول على النفقة اللازمة لهولاء الايتام فتصدى بغيض الانسانية لقطع طريق الخير واخذ يذيع بين الناس ان تذاكر الدخول انتهت وتوزعت حتى لم يبق منها ورقة وسعى عدو الخير في اغراء التلامذة على الانقطاع من المدرسة ليلة التشخيص لتتعطل الرواية وكل هذا لم يأخرني عن السعي فيما اعنيه حتى قدمت الرواية لمن احضرها
فقولوا لي ايها الاساتذة أي خير ترجونه من هذه النفوس واي ثمرة تقصدونها بفصولكم الادبية واي تقدم ترونه مع هذا التحاسد القبيح واي اصلاح تنتظرونه من مثل هولاء الجهلة. تتعب في تربية الاطفال وكبارنا في احتياج الى الدخول المكاتب اما يستحي هذا الغبي اذا علم ان مولانا الخديو موجه عنايته لهذه المدرسة اما يرتدع اذ راى انها باعين الحكومة ولها قانون مقرر بمجلس النظار ومنشور بالجرائد لايستطيع احد محوه ولا تبديله
اما يخجل اذا نظرني اسأ ل الامير والغني وان في غناً عما اجمعه لتربية هولاء الايتام اما يصفع نفسه اذا سمع ان اخواني قرروا لي عشرين بيلتو شهرياً نظراً لانقطاعي اليها وجهادي في حفظها ونموها فلم ارض بجعلها باب معاش واسع ورضيت ٦ بينتو قيمة القهوة والدخان ورغيف حيث كان حتى اذا اثرت ونمت بسعيي واجتهادي اوصلوا الراتب من اشهر الى عشرة جنيه لتقوم بضرور ياتي اما يضرب نفسه حياء من الناس اذا علم ان الجمعية قررت لي ربع ايراد محافلي وقد اكتسبت بالروايات نحو ثلثمائة وخمسين جنيهاً ولم اطلب ولا اطلب مما قرر لي شيئاً اما يهجو نفسه الخبيثة اذا عرف اني افتتحت المدرسة ومعي واحد وعشرون رجلاً من متوسطي الحال ولم يكن عندنا اكثر