كانت احداهن من تبعة احدنا ولا يشعر فاي عاقلة مهذبة ترضى لنفسها بهذه الحطة والخسة وان كنا نحن معاشر الرجال راضين بها
وغير خافِ على حضراتكم ان تهذيب بناتنا الصغار عليه مدار التقدم والعمران وانتشار المعارف واحيا الاوطان فانهن متى نشأن في التهذيب وتربين على المعارف والتأديب وآل امرهن لان يكن امهات بنات وبنين فانهن يجتهدن في تهذيب اولادهن بكل مايمكنهن ليصدق عليهن اسم الانسانية ويترقين الى درجات الكمال
ثم ان النساء اذا تهذبن وتعلمن قواعد الدين ربما حافظن عليه اكثر منا فان المرأة لو علمت بادراك وتعقل ان الجلوس فوق المقابر لايجوز شرعاً ما تجمعت جموع النساء يوم الخميس من كل اسبوع وفي الاعياد والمواسم فوق المقابر بجهة عامود السواري او باي قرافة
واتخذن تلك الايام مهرجاناً يتزين ويتبرجن فيه وهن جالست حيث تمر من بيتهن الشبان الجهلاء ويتسامرون معهن ويدا عبوتهن الى غير ذلك مما هو مشاهد بالعيان
كذلك لو علمن علم اليقين ان الولولة والندب خلف الميت لايجوزان شرعاً لما حصل منهن ذلك ولما خرجن خلف الميت صارخات منهتكات صابغات وجوههن وايديهن بالنيلة او الطين بل كن يمتثلن لامر الدين ولا تصدر منهن كل هذه المخالفات ولنفرض ان تمسكهن بقواعد الدين ان تعلمنها بالصفة المرغوبة يكون كتمسكهن بالتخريف وما تعودن عليه من ذميم العادات وحيث ان هذا الباب مما يطول الشرح فيه وضيق الوقت يمنعنا من زيادة التوضيح والبيان فماذا ترون فيما قتلته ايها الاخوان
قال الرواي فصفق الحاضرون استحساناً وصرخوا بلسان واحد قائلين قد عرفنا السبب وتاكدناه وما لنا بعد اليوم عذر في التاخير اذ تحقق لنا اننا كنا في غفلة قبل هذا والقصد تدارك هذا الامر قبل ان يحل بنا اكثر مما اصابنا فانظر ماذا ترى انا لامرك طائعون وحيث ان كل واحد منا عنده جملة بنات فعرفنا ايها الاخ المشفق كيف تصنع في تهذيبهن وما هي الطريقة الموصلة لذلك
فالان اجيب طلبكم واساعدكم في نوال اربكم وما ذاك الا اتي اتوجه من ساعتي الى مكتب التنكيت والتبكيت واعرض على محرره جميع ما حصل في هذا اليوم ليدرجه ضمن صحيفته الغراء ويوضح لنا بعد ذلك كيفية الطرق التي بها الى تهذيب بناتنا فان هذا غاية قصده ومنتهى اماله وكم لهُ من خطابات عديدة القاها في هذا الموضوع سارت بذكرها الركبان وعلم فضلها كل انسان