(قطمير) باحرف مختلفة الالوان بالنيلة وبعضها بالقطران والبعض بالسلاقون الاحمر والبعض بالوان مختلفة لا ادري ما سبب اختلافها (ولعل في اختلاف الالوان حكمة ثانية لم يصل اليها ادراكا فهذه يسئل عنها من اهل هذا الفن)
ومن اراد الثاني (وهو المضمر) فاني اقص عليهُ ماعينته من هذا القبيل لذي دعاني لان اتحف اخواني بهذه الكلمات على لسان التبكيت ليعلموا اننا مجدون في تحصيل مامن شأنه تقدم اوطاننا واصلاح احوالنا بانتشار العلوم والمعارف والنظر في الفنون والصنايع واختراع الاشياء المفيدة واستعمال الاراء السديدة كل ذلك بطرق سهلة المأخذ لا تكلفنا نعباً ولا نصباً فكانت ملائمة لما فطرنا عليه من حب الراحة والكسل وما الفناه من الحزم في الامور وعدم الاكتراث بالعمل وذلك بالارتكان على اوهى الاسباب التي نأخدها قضبة مسلمة فنعتد بها لمهام امورنا دون ان نقف لها على حقيقه او نبحث في كيفية وصولها الينا لنعلم باي سلطان استولت علينا غير ان لنا اكبر حجة على من يعارضنا في ذلك بقولنا هذه عادة الفناها وقد الفينا عليها ابائنا من قبل فمالنا وللتعرض لها بمحو اوائبات وهكذا من مثل هذه الاقوال التي لسنا تدد الدخول في موضوعها فليرجع الى ما كنا فيه وناء بالمقصود فاقول
مررت ذات ليلة بدكان صاحب لي اتوسم فيه النباهة والكياسة لعلمي انه سبق له الانتظام في سلك طلبة العلم الشريف بالجامع الازهر ومكث مدة فيه يتلقى العلوم والمعارف التي
تؤهله لان يكون قنوة في الاداب الدينية والدنوية فجلست عنده ريثما تجاذبنا اطراف الحديث ثم هممت بالانصراف فرعب في انصرفنا معا وفي الحال قام ليقفل ابواب دكانه وعندما تم قفلها اخذ المفتاح بيده وصار يمر به على تلك الابواب يميناً وشمالاً فقلت له ما الذي دهاك ارأيت في الباب خللا تريد اصلاحه ام ترآى لك اختراع طرز جديد يكون سهل القفل والفتح مع المتانه والحفة فانت تنصوره الان ام طرا بمخيلتك شكل هدسى غريب فانت ترسمه لتتمكن من تصور خوفاً من ضياعه منك ام ماذا تصنع ايها الاستاذ فاجابني قائلا لم ارد شيئا مما تسالني عنه فما هو الاسم اكتبه بالمفتاح على باب الدكان ليكون حافظا له من كل سؤ حتى الصباح فقلت له مع شدة التعجب وما هذا الاسم الذي تكتبه كتابة وهمية فاجاب بعد عناء طويل انه (قطمير) فقلت له من ابن تلقيت هذا العلم ومن علمك اياه وهل ورد به الشرع الشريف (وحاشا ان يرد بمثل ذبك) وما هو السبب المتمسك باباطيل كهذه ما انزل الله بها من سلطان فما افادني بشيء سوى قوله هذه عادة الفناها تناقلتها الابناء عن الآباء فلا لزوم
لمعرفة اسبابها فانما الاعمال بالنيات فرجونه لان لايعود لمثلها لانه لا يليق به وهو بين الناس