- ٢٤٧ -
بذخ المكانة والركانة شأنه ... ما شانه زيغ ولا تزييف
قاسي الشكيمة حيث يقسو دهره ... وفواده بر به ورؤف
حدث عن الصمصام واذكر عزمه ... واسال جنان الدهر فهو وجيف
درس الحقائق خبرة وتجاربا ... لم يثنه عن حقها تجنيف
كم شرفت ذمم الامور به فلم ... يمهل رعاية ما لديه حكوف
ربي الامور برايه وبراعة ... والقلب في هذا وذاك حنيف
فاعجب لبأس وهو لين حيثما ... يرجي خبير بالامور لطيف
فهو الهمام الشهم موفور الثنا ... وبكل ما تهوى العلا موصوف
رب السياسة حر بادرة الحجي ... جاري العزيمة خصمه موقوف
ردت اليه وديعة العليا وقد ... باهت كما يهوى الرحاب وصيف
بشرى الوزارة بالعزيز المجتبي ... فاليوم قر فوادها المرجوف
من بعد ما وقف النهي وتقابلت ... بين الملاحم اسهم وهدوف
فلك الهنا يامصر اسعدك المنى ... ومضى عناك وباله مكسوف
دانت لمغناه الرئاسة تشتكي ... حال النوى وتبوح وهي هتوف
حنت لمعهدها القديم فهينمت ... والحر معهده له مالوف
جعلت نثار الشكر در مدائحي ... وعلى الحقيقة دمعها المزروف
فانا لها لثم الركاب فاصبحت ... وبه عليها لؤلؤ وشنوف
وتبوأت عز الجوار وخولت ... دار الامان فحبذا التلطيف
مولاي هذي خدمة وهدية ... وفدت يزجيها الوفا وينيف
تزهو بمدحك وهي تعلن عجزها ... عن درك حمدك واللسان اسيف
فاسلم ودم في جاه توفيق العلا ... فبك الذي غصب القضا مخلوف
واليك يا مصر العزيزة فازدهي ... فالفضل جم والهنا موكوف
واستبشري فالفال قال مورخا ... الدهر حر والوزير شريف
سنة ١٢٩٨
وتاخرت لدينا قصيدة لحضرة النبيه الشاعر المجيد سليم بك رحمي ندرجها في العدد الاتي
مع ما عندنا من القصائد الغراء والالغاز البديعة والحكم المنكرة والآيات البينات التي ابرزتها افكار الادباء من عالم الخفاء الى عالم الظهور