الضابط او المدير وما دام هذا القسم بهذه الافكار فانه يضر بالمدرسة ضرراً لم يجلبه الضابط الساقط ولا المدير السالف
ومن هذا القسم كثير ممن لم يخدم في الارياف وتحصل على ملك بما له او هبة من الرئيس او بطريق الارث غير انه يميل لخدمة ارضه وريها وحرثها وزرعها بلا مقابل خصوصاً وان اسم الباشا او البك كالاسم الاعظم يقضي به الانسان ما يشاء فترى الفلاح يخدمه وان لم يكن حاكماً في بلاده تزلفاً اليه وتقرباً خوفاً من مجيئه حاكماً عنده يوماً ما او رغبة في توسطه في قضاياه ومشاكله
نعم ان في هذا القسم كثيراً من اهل الخبرة والدراية الذين تقلبوا في الاحكام وعرفوا سياسات المدارس واغراضها ولكن حبهم لذاتهم يعطل كثيراً من المنفعة ويجلب كثيراً من الضرر فاذا وجدوا في المحفل ولم يكن معهم احد من النبهاء الاذكياء كان اهل المحفل عبارة عن لعبة يديرونها كيف شأوا فاذا تشكل محفلكم من هذين القسمين جعلتكم المدارس رواية تياترية يشخصونها في المحافل ليضحكوا على اهلها
كل هذا اذا كان المحفل مطلق الحرية في افكاره لا يعارض في المصلحة ولا يلزم بشي لم يقر عليه اما اذا كان مقيداً بما يصدر له من الاساتذة فلا تسأل عن اعضائه واهله فانهم صورة وهمية لا حقيقة لها ولا اثر
(ت) ممن ترى تشكيل المحفل اذا ومدرستنا لا تخلو من هذين القسمين
(ن) ياولدي المدرسة فيها الكثير من النبهاء العارفين بقوانين المدارس وافانين سياستها المتكلمين بلغات عديدة المطلعين على فنون جليلة نورت افكارهم وصيرتهم من الرجال الذين يمكنهم ان يسوسوا مدرسة عظيمة ولكنهم في زوايا الاهمال والخمول فاذا انتبهت التلامذة وانتخبت من هذا القسم جانباً يرد نفوذ الامراء ويعلم الاغنياء كان المحفل سيفاً في نحر عدو المدرسة وحصنا يحتمي فيه رئيسها ويداً يتقوي بها الضابط والاساتذة على تحسين المدرسة وخلاصها من مخالب العدو ولا تصل التلامذة لهذه الدرجة الا بحرية الانتخاب من الارهاب والاغراء والغرير
(ت) ارى الضابط امر بتشكيل المحفل من الاعيان والامراء اذا لا فائدة فيه الان
(ن) اظنه انما جمعهم ليدونوا نظاما يسيرون عليه ويحددون حدوداً يعرفونها ويجعلون للمحفل روابط يتقيد بها في اشغاله فاذا تم لهم ذلك اجروا الانتخاب على نظامهم الجديد والا فان هولاء كانوا فيه في العام فما الذي نجم عنهم وما الذي صنعوه في المدرسة وقد الجؤا للتخلي عن المحفل وطردوا منه من غير معارضة فان الرئيس كما استحضرهم طردهم فلو كانوا بانتخاب التلامذة ما استطاع احد صرفهم ولا معارضتهم الا بما يخشى منه على المدرسة واهلها فانهم نواب عن التلامذة منتخبون بمعرفتهم فمغضبهم مغضب الامة ولا يستطيع