عين الوزارة ممن اختارهم من الامراء ونحن الان راضون عن الهيئة الحاضرة معترفون بسيادة مولانا السلطان
المعظم خاضعون لاميرنا الخديوي ولم يبق عندنا شيء سوى خدمة الوطن بحياتنا وكما ان الدولة العلية ترى مصر قلب الدولة فكذلك نحن نرى الولة محل سطوتنا ومركز امالنا ودار الخلافة الاسلامية واننا نرجو ان نجتمع كلمة المسلمين في سائر الاقطار ونتحد قلوب الامؤمنين لتكون يداً واحدة في وقاية دولتنا من سائر النوازل اعاذها الله منها ولا نشك في ان اخواننا المسلمين اذا قمنا لحفظ كلمة الدين ووقاية البلاد من اعدائها يجدون في بث الاتحاد بينهم وجمع الكلمة على تأييد ملكنا وسلطاننا المعظم خلد الله سلطانه
فوقف صاحب الدولة والابهة نظامي باشا وصافح صاحب العزة طلبه بك ومن معه من الضباط وقال هكذا تكون الامراء وهكذا يكون الشرف العسكري وبمثل هولاء الابطال تحفظ البلاد وتجمع كلمة الدين. ثم جلس بعد ان انصرف الهمام طلبه بك واخذ يتحدث مع صمصامة المجد وكوكب السعد ناظر جهاديتنا نحو نصف ساعة فاكد لدولته ما قاله حضرة طلبه بك وشرح له حال الجند وم هم عليه من طاعة مولانا الخديوي الاعظم وخضوعهم للاوامر واعترافهم بسيادة المقام السلطاني فسلم عليهم جميعاً وخرج وهو مسرور بما رآه من طهارة رجالنا وسلامة اعتقادهم في المقام السلطاني الشاهاني والجناب الخديوي الافخم
فهل مع هذه المسامرة يحسن بالناس ان تكثر من الاراجيف واختلاق الاكاذيب.
وقد نشرت هذه المحاورة البديعة ليعلم اخواننا المصريون خصوصاً والاجانب عموماً ان
مسألتنا داخلية فاننا اتباع مولانا السلطان وهوخليفتنا ولم يبعث لنا هذا الوفد الجليل ليخدش راحتنا او يحدث فينا اضطراباً وانما اراد ان يقف على اعتقادنا في خديوينا المعظم اعزه الله وقد رآه ساكناً في الفواد منظوراً بعين الرعاية والامتثال فانه وقف على بواطن الجند وعلم ما عندهم من حسن السريرة والغيرة على البلاد والحقوق السلطانية كما انه زار صاحب الفضيلة والسيادة شيخ اسلامنا الجليل وتحدث معه فرآه منه ما يدل على رضى الامة بالوزارة الحالية واعترافها بالحقوق الخديوية وامتيازاتها والسيادة الشاهانية وكذلك زار السيد الشريف الصديقي البكري فرأى منه ما رآءه من مولانا الفاضل شيخ الاسلام وكذلك زار العلامة الكامل التقي الورع شيخ المشايخ الاستاذ الشيخ عليش فسمع منه الثناء الجميل على مولانا الخديوي وهيئتنا الحاضرة فتاءكد للوفد العظيم ان القلوب مؤتلفة والراحة مخيمة في بلادنا والنفوس مبتهجة بدولة مولانا وخليفتنا السلطان الاعظم والارواح حريصة على سيدنا واميرنا الخديوي المعظم وان الامورآخذة في التقدم والامة متوجهة لجمع الكلمة الاسلامية وائتلاف النفوس الشرقية وهذا لا شك مما يرضي مولانا السلطان ويدفع يد العدوان وم الى ذلك على الله بعزيز