قال الحقود. وانا لنسر بما نراه من جرائد الانكليز السياسية التي كانت قد فقدت حاسة الادراك في بادىء الامر فقد رجعت الان الى الافكار المعقولة بسبب سياسة الباب العالي الغير المحمودة
اقول. انظر لباطنه السيء كيف ظهر في لسانه فانه يعد قول الانكليز لتركيا لا تداخل لاحد في المسألة المصرية غيرك فقداً لحاسة الادراك يعني انه كان يرى تداخل الدول في مسألتنا الداخلية بقوة حربية ولهذا قال وانا لنسر الى اخر عبارته وقوله ان جرائد الانكليز رجعت الان الى الافكار المعقولة بسبب سياسة الباب العالي الغير المحمودة يدل دلالة قطعية على حبه للبشر وميله لانتهاب حقوقنا ويكشف لنا ما سترته الجرائد الفرنساوية من اعوام من حبها للعرب وميلها لتكوين دولة عربية فان ذلك انما هو خدعة وتغرير لتفريق كلمة الامة والقاء الفتن بيننا ولكننا احرص على حفظ وحدة الاجتماع منها على افساد بواطننا. وقد شفع عبارته بقوله ان جريدة التمس سرت بتحويل المسألة الشرقية الى مصر وابتهجت بفتح تركيا لها قبل الانكليز حتى لا ينال الانكليز شيء من سوء النتائج التي تحدث منها. وهذا نقل المتشفي ورواية البغيض
قال الحقود. نسمع من الانكليز ان مصر هي طريقها الى الهند كما نعلم ذلك غير اننا نرى
ان السلطان عبد الحميد لا يزال يرسل رسلاً الى مسلمي الهند يحرضهم على الانضمام الى بقية المسلمين ويحثهم على جعل عصبة الاسلام واحدة في سائر اقطار الارض ومعلوم ان بالهند خمسة واربعين مليوناً من المسلمين وهذا المقدار هو القسم الذي يهم انكلترة سكونه ومنعه من الحركة فهل تأمن الانكليز من حركة هندية اذا قال لها المرسلون ان مصر بالنسبة الى الهند كقلعة في الطريق وعندما حصلت ثورة العساكر الذين لا يعباء بهم ويردهم اي شيء خافت الانكليز ولجات الى الباب العالي ووسطته في حفظ طريق الهند لما تعلمه من قوة الدولة العلية وشدة باسها فكيف تخشون بأس الانكليز وتعدونها دولة بعد الباب العالي
اقول. قاتل الله المفسد اراد هذا العدو ان يوغر صدور الانكليز منا وظن ان عباراته تصدع سمعهم فتحركهم لقطع العلائق التي بينهم وبين الدولة العلية. والعجب لهذا الخادع في دهواه العلم بما لم تعلمه الانكليز في بلادها فانه يدعي وجود مرسلين للباب العالي في الهند تحرضهم على ضم كلمة الاسلام وجمع قلوب اهله التي فرقنها الاهواء فاذا علمهم مثل شارم وهو في باريس فكيف لا تعلمهم الانكليز وهم الحكام وقادة الجند وضباط البلاد ولكنه افترى هذه الفرية ليشوش الافكار ويوقع اللغط في بعض محافل السياسة او لعله راى ان الجريدة محتاجة لكلام يملأها به وليس عنده من الاخبار المهمة شيء فكتب هذه الجملة وملأها بالاراجيف والهذيان ليملاه الاعمدة