للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النظر، ولا الشك - كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم (١). " (٢).

• قال ابن أبي العز (ت: ٧٩٢ هـ) : "الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب" (٣).

• قال محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (ت ١٢٠٦ هـ) في رده على محمد بن عباد في هذا الجانب: "قولك أول واجب على كل ذكر وأنثى النظر في الوجود ثم معرفة العقيدة ثم علم التوحيد، وهذا خطأ وهو من علم الكلام الذي أجمع السلف على ذمه، وإنما الذي أتت به الرسل أول واجب هو التوحيد ليس النظر في الوجود ولا معرفة العقيدة كما ذكرته أنت في الأوراق أن كل نبي يقول


(١) يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي: "إن سأل سائل فقال: ما أول ما أوجب الله عليك؟ فقل النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يعرف ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نعرفه بالتفكير والنظر". المحيط بالتكليف» للقاضي عبد الجبار (ص: ٢٦)، و «شرح الأصول الخمسة» له (ص: ٧٠، ٧٦).
ويقول عبد القاهر البغدادي: "الصحيح عندنا قول من يقول: إن أول الواجبات على المكلف النظر والاستدلال المؤديات إلى المعرفة بالله تعالى وبصفاته وتوحيده وعدله وحكمته، ثم النظر والاستدلال المؤديان إلى جواز إرسال الرسل منه، وجواز تكليف العباد ما شاء، ثم النظر المؤدي إلى وجوب الإرسال والتكليف منه، ثم النظر المؤدي إلى تفصيل أركان الشريعة، ثم العمل بما يلزمه منها على شروطه" «أصول الدين» للبغدادي (ص: ٧٥).
ويقول الجويني: "أول ما يجب على العاقل البالغ - باستكمال سن البلوغ أو الحلم شرعاً - القصد إلى النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدوث العالم .. " «الشامل» للجويني (ص: ٢٦).
(٢) مدارج السالكين ٣/ ٤١١ - ٤١٢.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (١/ ٢١ - ٢٣).

<<  <   >  >>