للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى قصص الرسل مع أمم المطيعين والعاصين، وأخبر عن عقوبات العاصين ونجاة الرسل ومن تبعهم، قال عقب كل قصة: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأيَة﴾ [البقرة: الآية: ٢٤٨]، أي: لعبرة يعتبر بها المعتبرون فيعلمون أن توحيده هو الموجب للنجاة، وتركه هو الموجب للهلاك" (١).

• قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت: ١٣٩٣ هـ) : "لم يضمن الله لأحد ألا يكون ضالا في الدنيا ولا شقيا في الآخرة إلا لمتبعي الوحي وحده. قال تعالى في طه: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَ﴾ [طه: الآية: ١٢٣]، وقد دلت آية طه هذه على انتفاء الضلال والشقاوة عن متبعي الوحي. ودلت آية البقرة على انتفاء الخوف والحزن عنه، وذلك في قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَ﴾ [البقرة: الآية: ١٢٣] " (٢).

[المطلب الخامس والخمسون: القلوب في سجن من الجحيم في هذه الدار ولا تزال في هذا السجن حتى تتخلص إلى فضاء التوحيد]

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "وهذه القلوب في سجن من الجحيم في هذه الدار، وإن أريد بها خيرًا كان حظها من سجن الجحيم في معادها، ولا تزال في هذا السجن حتى تتخلص إلى فضاء التوحيد، والإقبال على الله، والأنس به، وجعل محبته في محل دبيب خواطر القلب ووساوسه، بحيث يكون ذكره تعالى وحبه، وخوفه ورجاؤه،


(١) تفسير ابن سعدي (سورة آل عمران الآية: ١٨).
(٢) أضواء البيان ٧/ ٣٠٢.

<<  <   >  >>