للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

الخاتمة.

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد--المبعوث بالمكرمات، وبعد:

فإن العلم كالبحر قال بعض العلماء: "المتعمق في العلم كالسابح في البحر ليس يرى أرضًا، ولا يعرف طولًا ولا عرضًا" (١). وأعظم العلم وأكبره هو العلم بالله كما قال سهل التستري: "وليس في خزائن الله أكبر من التوحيد" (٢).

فما جمعته في هذا الموضوع هو جهد المقل المقصر الذي يدرك أن ما جمعه في هذا الكتاب لا يمكن من خلاله الإحاطة بجوانب الموضوع واستقصاء ما كتبه العلماء في هذا الباب من عبارات وكلمات عن محاسن التوحيد، وحسبي عذرًا ما قيل في أمثال العرب: "حَسْبُك من القلادة ما أحاط بالعُنُق" أي اكتفي بالقليل عن الكثير (٣)؛ وهو مثل يقال في طلب الاقتصار على المفيد، وكلي رجاء بالله أن يتقبل هذا العمل، وأن يبارك فيه ويعم بنفعه من اطلع عليه، وأن يغفر الله لي تقصيري وما وقع فيه من خلل ونقص فإن ذلك من طبيعة عمل البشر.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


(١) أدب الدنيا والدين للماوردي ص ٣٧.
(٢) تفسير التستري ص: ٨٧.
(٣) نهاية الأرب في فنون الأدب النويري ١/ ٢٥٧.

<<  <