للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشبيهه بأنقص الناقصين" (١).

• قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: "تسوية المشركين معبوديهم برب العالمين لم تكن في الخلق والإيجاد، بل سووهم برب العالمين في التوجه والعبادة.

فحق الله أن لا يتوجه بطلب الغفران ورفع الدرجات والعطاء والرحمة إلا منه. وهم توجهوا بطلب الغفران والعفو وطلب الخير من أصنامهم الممثلة على صور الصالحين، وكان شعارهم: ﴿ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى﴾ [الزمر: الآية: ٣]، وكذا قولهم: ﴿ويقولون هؤلاء شفعاؤناعند الله﴾ [يونس: الآية: ١٨].

فتبين باليقين القاطع أن تسويتهم معبوداتهم برب العالمين، إنما هي في المحبة والتعظيم والتوجه والقصد، وطلب الشفاعة والواسطة.

فالقرآن حق كله، وأحسن وأعلى وأغلى ما فسر به القرآن القرآن" (٢).

[المطلب الثامن: حسن التوحيد وقبح الشرك معلومان بالعقل.]

• قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ) : "التوحيد والشرك ضدان، وكلما كان أحد الضدين أشرف وأكمل كان الضد الثاني أخس وأرذل، ولما كان التوحيد أشرف الأسماء كان الشرك أخس الأشياء، والآتي بأحد الضدين يكون تاركا للضد الثاني، فالآتي بالتوحيد الذي هو


(١) إغاثة اللهفان ١/ ٩٨٣ - ٩٨٥.
(٢) هذه مفاهيمنا ص: ١٢٦.

<<  <   >  >>