للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآخرة" (١).

• قال الحافظ الإشبيلي (ت: ٥٨١ هـ) : "إنّ سوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهره وصلُح باطنُه، ما سُمع بهذا قطُّ ولا عُلم به والحمد لله وإنما يكون لمن كان له فسادٌ في العقل أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم أو لمن كان مستقيما ثم تغيّرت حاله وخرج عن سُننه وأخذ في غير طريقه" (٢).

• قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنة" (٣).

ومن أعظم صور سوء الخاتمة ما حل بالمكذبين بتوحيد الله قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يونس: الآية: ١٣].

[المطلب الثالث: التوحيد به انقسم الناس إلى سعداء وأشقياء.]

• قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ) : "وذلك أنه علم بالاضطرار: أن الرسل كانوا يجعلون ما عبده المشركون غير الله؛ ويجعلون عابده عابدا لغير الله مشركا بالله عادلا به جاعلا له ندا فإنهم دعوا الخلق إلى عبادة الله وحده لا شريك له؛ وهذا هو دين الله؛ الذي أنزل به كتبه؛ وأرسل به رسله؛ وهو الإسلام العام؛ الذي لا يقبل الله من الأولين


(١) تفسير الطبري (سورة يونس الآية: ١٣).
(٢) الاعتصام ١/ ٢٢٤.
(٣) الداء والدواء ص: ٣٩٠.

<<  <   >  >>