للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نصر دينه وحزبه وأوليائه بدينه علما وعملا، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه محق" (١).

[المطلب الأربعون: التوحيد يحرر العبد من رق المخلوقين.]

• قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: الآية: ٢٦].

• قال قتادة بن دعامة السدوسي (ت: ١١٨ هـ) ، قوله: ﴿واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض﴾ [الأنفال: الآية: ٢٦]، قال: "كان هذا الحي من العرب أذلَّ الناس ذلًا وأشقاهُ عيشًا، وأجوعَه بطونًا، وأعراه جلودًا، وأبينَه ضلالا مكعومين (٢).، على رأس حجر، بين الأسدين فارس والروم، ولا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه، من عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات منهم رُدِّي في الناس، يوكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلًا من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا أشرَّ منهم منزلًا حتى جاء الله بالإسلام، فمكن به في البلاد، ووسَّع به في الرزق، وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. فبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا الله على نعمه، فإن ربكم منعمٌ يحب الشكر، وأهل الشكر في مزيد من الله " (٣).


(١) إغاثة اللهفان ٢/ ١٨١.
(٢) هو شيء يجعل على فم البعير يمنعه لئلا يعض أو يأكل.
(٣) تفسير الطبري (سورة الأنفال: الآية: ٢٦).

<<  <   >  >>