للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جسما (١)!! لا يعول عليه لأن الله قادر على كل ما يشاء، لا يتعاصى على قدرته شيء، فهو قادر على ما شاء، وقادر على ما لم يشأ أيضا، فهو قادر على هداية أبي بكر (ت: ١٣ هـ) ، وأبي لهب (ت: ٢ هـ)، وقد شاء أحد المقدورين وهو هداية أبي بكر (ت: ١٣ هـ)، ولم يشأ مقدوره الثاني وهو هداية أبي لهب.

فهذه ثلاثة أقوال:

أحدها: أن الموزون صحف الأعمال.

والثاني: أن الموزون الأعمال، تقلب أجساما في صور موزونة.

الثالث: أن الموزون أصحاب الأعمال. وكان ابن جرير الطبري (ت: ٣١٠ هـ) -كبير المفسرين-يرى أن كفة الحسنات يكون فيها نفس الشخص وحسناته، وأن الكفة الأخرى فيها سيئاته (٢)، هكذا يقوله العلماء، وعلى كل حال فالتحقيق أنه وزن حقيقي بميزان ذي لسان وكفتين" (٣).

[المطلب الثامن عشر: قيام التوحيد مانع لقيام الساعة]

• عَنْ أَنَسٍ (ت: ٩٠ هـ) -أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللَّهُ اللَّهُ» (٤).


(١) عبارة ابن فورك: «وقد أنكرت المعتزلة الميزان بناء منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها إذ لا تقوم بأنفسها، ومن المتكلمين من يقول … » اه التذكرة ص ٣١٣، وانظر: القرطبي (٧/ ١٦٥) ..
(٢) ابن جرير (١٢/ ٣١٤).
(٣) العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير ٣/ ٧٣ - ٧٥.
(٤) رواه مسلم (١٤٨)

<<  <   >  >>